يُعد الوعي الذاتي أقوى عوامل التغيير وأكثرها فعالية، ويزيد هذا التغيير عمقاً كلما وصل الوعي إلى ذات الإنسان المرتبطة بالعقل والعاطفة الحقيقية والمتجردة، ومن وجهة نظري أن مهارة طرح الأسئلة من أهم المهارات التي توقظ الذات وتدعم خطوات وعمليات التغيير نحو الإيجابية، ففي مجال قيمة العفة على سبيل المثال أعتقد أن أهم الأسئلة التي يجب أن يطرحها الراغب في العفة ما يأتي:

- هل تقتصر العفة على الاتصال غير المشروع بين الجنسين أم أنها قيمة أعم وأشمل؟

- هل أرضى لإخوتي وأخواتي ما أمارسه من مخالفات للعفة؟

- ما مكاسب ممارسة الفرد للعفة؟ وما خسائر المخالفة؟

- "كما تدين تدان" و"الجزاء من جنس العمل" هل تنسحب على من لا يعف؟

وحتى تكون الأسئلة أكثر فعالية وتأثيرا يلزم عند طرح الأسئلة أن تكون محددة ودقيقة وصادقة، ودون تبرير أو تمرير على الذات، وعندما يكون السؤال صادقاً وجميلاً، فإن الإجابة تكون أكثر صدقاً وجمالاً، وعندها تبدأ اليقظة الذاتية والمحكات الصادقة والقوية نحو التغيير الإيجابي بشكل مباشر وتدريجي.

وفي هذا المجال أعتقد أن أهم صفتين معطلتين لتفعيل هذه المهارة أو لإحداث التغيير المنشود هما: الأنانية والعناد أو المكابرة. فحب الذات يجعل المخالف أو المخالفة يبحث عن جني أكبر قدر ممكن من المكاسب الشخصية ولو على أنقاض القيم والمبادئ، ومنها أعراض ومحارم ومشاعر الآخرين، بمبررات غير مشروعة هشة ومزورة، والعناد أو المكابرة عُقدتان معطلتان تتشبثان بالوهم وتسوفان بالقادم المشرق والقريب، والمشكلة أن من يخالف يعرف الحقيقة ويدرك السلوك الصحيح، وفي الصدر ما يحيك وفي العقل ما ينفي.

العفة قيمة نبيلة وصفة جليلة ينبض من لفظها السمو، تهنأ بها النفس وتسعد، وتفخر ويتضاعف هذا الهناء عندما يتقدم العمر ويحين الرحيل.