يبدو أن هناك توزيع أدوار تعتمده الإدارة الأمريكية حيال المسائل الشرق أوسطية، ليس فقط فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، وإنما بكل ما يتعلق بالعناوين الكبيرة الخاصة في علاقة الولايات المتحدة مع كل دولة على حدة.
فبالرغم من أن العلاقات الأمريكية -السورية كانت متوترة في السنوات الأخيرة، إلا أننا وجدنا أن هناك مبعوثين أمريكيين من المجتمع المدني أو من الدبلوماسيين المتقاعدين الذين ما زالوا يرتبطون بشكل أو بآخر بالإدارات المتعاقبة ، كانوا لا ينقطعون عن زيارة دمشق.
وربما كان لهؤلاء الموفدين الدور الكبير فيما وصلت إليه العلاقة بين البلدين من تطورات، باستثناء عودة السفير الأمريكي إلى دمشق.
ورغم ذلك نجد أن بعضا ممن هم في إدارة أوباما حتى الآن يكيلون الاتهامات إلى سوريا في رعايتها الإرهاب و دعمها لإيران أو لحزب الله وحماس.
نائب الرئيس الأمريكي جو بيدن ربما كان يسير على الطريق نفسه ، إذا شد أوباما أرخى هو والعكس. وربما صرح بما صرح به لقناة "بي بي إس" الأمريكية ليل أول من أمس من مواقف مؤيدة بصورة كاملة لإسرائيل في مجزرتها الأخيرة ضد ناشطي السلام الدوليين، واصفا ما قامت به بأنه حق مطلق لها ، يدخل في إطار التبرير ليس إلا، متناسيا ربما الصفعة التي وجهتها إليه إسرائيل عندما أعلنت عن بناء 1600 وحدة سكنية فيما كان أوباما يسعى لإطلاق المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية.
أصبحت الولايات المتحدة ، في المرحلة المقبلة، مطالبة بسياسة واضحة، وعليها التقليل من إيفاد مبعوثيها إلى مناطق النزاع، لأن المكلف الأمريكي هو في النهاية من يدفع من جيبه، وهو أحق بذلك خاصة أن التأمين الصحي الذي أقرته إدارة أوباما بحاجة إلى ضخ الكثير من الأموال.