لم يتبق سبب أستند عليه في تفسّير تأخر منح الأراضي لذوي الدخل المحدود إلا "إدمان" مسؤولي الأمانات والبلديات لصحن الفول كل صباح، مما نتج عنه "عسر فهم" للأزمة الحالية. فغني عن القول أن تعاطي صحن واحد من "لحمة الفقير" كفيل بجعل متناوله "مفهيّاً" طيلة نهاره، الأمر الذي ينعكس سلباً على طريقة التفكير بإيجاد حل للطوابير الطويلة المنتظرة حصولها على منحة أرض!
وعلى طريقة اختبار الرياضيات أسوق سؤالاً لمدمني الفول من المسؤولين، لعل وعسى يسهل استيعابهم لطبيعة الأزمة: كم المدة اللازمة للحصول على منحة أرض في مخطط متكامل الخدمات، إذا علمت أن مدة الحصول عليها خارج المدينة لا تقل عن 10 سنوات؟!
وبانتظار الحصول على إجابة السؤال السابق أقول: إنه لا يختلف متناولا إفطار فول من صحن واحد، على أن أحد أسباب ارتفاع أسعار الأراضي هو عدم منح أراض جديدة، مما خلق سوقاً للمضاربة على الأراضي الحالية، الأمر الذي أدى بدوره لارتفاع أسعارها إلى أرقام فلكية تعادل في أحيان كلفة بناء المنزل عليها.!
وقد يقول قائل عصمه الله من صحن الفول هذا الصباح إن مشكلة تأخر منح الأراضي نتيجة لعدم إيصال الخدمات الأساسية إلى مخططاتها بسبب النمو الأفقي للمدن بالشكل الذي يتجاوز القدرة على التغطية. أقول ذلك صحيح إذا كانت غالبية أحيائنا الآن تحتضن تلك الخدمات. لكن الواقع أن لدينا مدناً نصف أحيائها تفتقر للصرف الصحي، والنصف الآخر للمياه، بل والسفلتة وأعمال الرصف، وخدمات الاتصالات وما إلى ذلك. كما أن ما يمنح من أراض لذوي الدخل المحدود هو أصلاً خارج النطاق العمراني.!
لا أعلم لم تولّد عندي شعور في هذه اللحظة بأنه حتى لو تناول مسؤولو البلديات والأمانات "الكافيار" إفطارا، فسيعجزون عن حل للأزمة في ظل النظام الحالي للتخطيط والتوزيع.!
انتهت مساحة العمود .. ولم تصل بعد إجابة سؤال طريقة الرياضيات .!!