تدفقت النساء في أول يوم للعوائل على أروقة مهرجان الجنادرية، فعلى مد البصر ترى الأمهات يرافقن بناتهن وأبناءهن من ركن لركن، يكررن المعلومات التي يحصلن عليها، خصوصا من أجنحة الوزارات التي حظيت بالإقبال من الأمهات بسبب الفعاليات المسرحية والمسابقات، حيث تنافس الجميع للحصول على مقاعد خاصة بهم، وكان لوزارة التربية والتعليم النصيب الأكبر في جذب الجمهور بنغمات الأهازيج التراثية.
ولم تكن عروض المأكولات والعطور الشعبية بعيدة عن مرمى الزوّار، بل نافست العطور التي وضعت عروض "اشتري واحدة واحصلي على الأخرى مجانا" في جذب السيدات، بينما الآخرون وضعوا حقائب مجانية لكل من تشتري، مكررين أن العرض لليوم فقط! وعند سؤالهم عن حقيقة العرض قالوا إن العروض ستستمر لآخر أيام المهرجان.
وكان للركن الكوري الحضور الأقوى ليتدافع الكثير لاكتشاف هذا العالم الذي أسر الكثيرات اللواتي عج المدخل بهن برفقة ذويهن الذين أكدوا لـ"الوطن" أنهن حضرن خصيصاً للركن الكوري. وتقول "أمل" التي كانت بالكاد تأخذ أنفاسها إنها انتظرت هنا منذ ساعة مع صديقاتها وأخواتها، إلا أنها عزت نفسها، وقالت إن كوريا تستحق انتظارها، ولو كان الأمر بيدها لسافرت إليها، لتوافقها أختها بذلك قائلة بلهجتها العامية "فديت كوريا".
ريم التي كانت تقف في آخر الطابور وأمامها المئات، تقول سأنتظر لآخر اليوم فقط لأشبع عطشي لزيارة هذا العالم الذي حلمت كثيراً بزيارته، فيما لم يكن أخوها محمد أقل حماساً ولهفة منها عندما أراد مشاركتنا الحديث ليقول إن كوريا هي الأروع في كل شيء، وإنها أجمل ما يحدث هذا العام في الجنادرية، ليقطع حديثه أحد الآباء الذي ملأ صوته المكان وهو يصرخ في ابنه "المكان مزدحم ولن ننتظر" ولكن تصميم أبنائه أرغمه على الوقوف والتذمر من هذا الجيل الذي لا يستمع إلى النصائح.
وانتقلت "الوطن" بعد ذلك لبوابة الخروج لترصد الآراء بدءا بسارة ومنى اللتين بدت عليهما منذ خروجهما ملامح السعادة والذهول، لتقول سارة إنها متابعة للفن الكوري وثقافته بكل تفاصيله منذ 3 سنوات ولم يشبع شغفها ما رأته في الداخل بل إنها تتعطش لرؤية الكثير من الأفلام والأغاني والفنون الكورية.
أبو محمد الذي كان برفقة طفلته التي لم تبلغ العام وزوجته، قال إن الفعاليات اليابانية والفرنسية في العامين الماضيين هي التي جعلته يشعر بالفضول لرؤية ما يحتويه الركن الكوري، إلا أنه وجد أقل مما توقع، فكثرة الشاشات الموجودة قللت من تركيزهم في إبراز الثقافة الكورية التي يرغب بها الجميع، في حين كان لإحدى الزائرات رأي آخر، وقالت إن الأفلام السينمائية المعروضة كانت أكثر من رائعة، خصوصاً الفيلم المائي المعروض بطريقة الأبعاد الثلاثية.