كان الطفل سلطان الأحمدي كثير الشقاوة بالمنزل والمدرسة وهو كذلك غير مطيع لوالديه، إلا أن سلطان وقبل عامين فقط تحول إلى طالب ينفذ التوجيهات التي يتلقاها من والديه والمدرسة، كل ذلك التغير السلوكي حدث بعد إقامة حفلة وحصول سلطان حينها على دراجة نارية من قبل والده.
وبحسب والده فقد أصبح سلطان منذ ذلك الاحتفال هادئ الطبع متفوقا دراسيا.
تحفز إقامة الحفلات الخاصة للأطفال، والتي تقام إما لمناسبة عيد الميلاد أو النجاح بالمدارس- كما يرى الكثيرون- ثقة الأطفال بأنفسهم وتشعرهم بأنهم أصبحوا كبارا وأكثر تميزا بين أقرانهم، مما يدفعهم إلى الاستمرار بالتفوق والدراسة.
تقول أم نوف إنها سبق أن أقامت حفلة لابنتها بعد حصولها على المركز الأول بالفصل الأول وذلك قبل 12 عاما، وهي مستمرة حتى اليوم في إقامة تلك الحفلات، وذلك لمعرفتها للحالة الإيجابية لابنتها عند إقامة حفلة لتكريمها.
وتضيف أن ابنتها تحتفظ اليوم بصور تلك الحفلات حتى أنهت المرحلة الثانوية. وتختلف الهدية التي تقدم لها بحيث تكون مناسبة لعمرها، وقد وصلت ذروة الهدايا إلى منحها جهاز موبايل من نوع "جالكسي". وأشارت أم نوف إلى أنه، ومع بداية كل عام دراسي تطلب من ابنتها أن تختار الهدية التي ترغب بها بشرط أن تحقق التفوق الدراسي، وقد تحقق الهدف في تحفيز ابنتها، حيث باتت تحصل على الشهادة بتفوق.
ويحكي محمد الأحمدي عن تجربته في تحفيز أبنائه للدراسة حيث يوصي الوالدين بإقامة الحفلات الخاصة للأطفال لما لها من مردود إيجابي كبير عليهم، وذلك بعد أن لاحظ ذلك على ابنه، حيث يقول الأحمدي: كان ابني كثير الشقاوة بالمنزل والمدرسة رغم صغر سنه، وقبل عامين أقمت حفلة خاصة بعد أن وصل لسن العاشرة من العمر وقدمت له حينها هدية عبارة عن دراجة نارية، واشترط عليه أن يسمع وينفذ التوجيهات التي تصدر له من قبل ووالدته، مشيرا إلى تغير سلوك ابنه الذي يتصف بالشقاوة إلى الهدوء حتى اليوم، وقد أصبح هادئ الطباع متفوقا دراسيا.
من جهته قال الأخصائي النفسي بمستشفى الصحة النفسية بالمدينة المنورة ناصر الذبياني إن تقديم الهدايا للأطفال وإقامة الحفلات لهم من قبل الوالدين والأقرباء أمر جميل جدا ورائع، وينعكس ذلك سلوكيا على الأطفال، ويطلق عليه في الطب النفسي مسمى "تعزيز إيجابي" للسلوك المتوقع الحصول عليه من قبل الطفل.
وبين الذبياني أن الأطفال لديهم قابلية أكثر من الآخرين، وهم يحتفظون بالذكريات، مشيرا إلى أن إقامة الحفلات لهم تعتبر عملا محسوسا للطفل وذلك لردة فعل قام بها، أو عمل قام به أو حقق نجاحا بالمدرسة.
وحذر الذبياني الوالدين من الإخلال بالوعد أو عدم تقديم الهدية في وقتها، حيث ينعكس ذلك على الطفل سلبا ويؤثر عليه نفسيا ويشعره بأن والديه غير صادقين معه.
وترى مديرة الروضة العاشرة بالمدينة، وجنات حسين الشريف، أن إقامة الحفلات الخاصة تعزز من مستواهم الدراسي والعملي خاصة لصغار السن.
وأكدت أن إدارة المدرسة والمعلمات يحرصن على تقديم هدايا ثمينة للطالبات المتفوقات، بل يصل الأمر إلى تقديم هدايا أخرى للطالبات الأقل تحصيلا دراسيا لتحفيزهن للتفوق والتنافس الشريف على أن يصبحن مثل زميلاتهن.