1) المقال البديل: وهو ما يشبه هذا المقال. بديل لأن الأصل الذي بعثت به مساء البارحة يحتمل تفسيرين: إما أنه أضحك العزيز الرقيب، والمساحة هنا ليست للضحك. والفهلوة لا تناسب صورتي الجادة بعاليه، تلك الصورة التي لا أعلم كيف وضعتني بهذه الجدة والحدة التي لم ألمحها في حياتي الاعتيادية من قبل. الثاني، إما أن البديل كان ثمرة تفاوض مع – أبي معاذ، مكلف رئاسة التحرير. البديل يأتي عندما يرى الإخوة في المطبخ الصحفي ما لا نراه، أو يعلمون ما لا نعلم. البديل يأتي عندما يكون الأصل، إما ضعيفاً هلامياً لا يصح به استهلاك الصفحة الثانية، وإما عندما يكون الأصل شارداً خارج النص. كوكبة الكتاب في ظني مثل فرقة رياضية. القوة المفرطة تؤدي للاستهتار والغرور والتكاسل، والضعف في العموم أو بعض الأفراد يؤدي إلى ثغرات قاتلة. حكاية المقال البديل مع الأصل، مثل أن تسحب – ليونيل ميسي، ثم تدفع بإبراهيموفيتش، أو على العكس، مثل أن تدفع بكرستيان رونالدو مكان الكسول الكهل راؤول جونزاليس، لأنه أصبح يلعب لعبة مكررة.

2) المقال الهزيل: هو ذاك الذي تكتبه وأنت تحاول الاستناد للجدار. أحياناً تستند للجدار لتشعره أنك معه ومن حوله وفي صفِّه، وأحياناً تستند للجدار حين تظن أنك ضروري لدعمه، وأحياناً أخرى، تستند إليه لتكتفي مصائبه. والجدار قد يكون حالات كثيرة: قد يكون مدرسة أو منظومة أو جماعة أو مؤيدي أو مناهضي فكرة، مثلما قد يكون فرداً أو مسؤولاً تظن أنك بحاجة إليه. المقال الهزيل هو ذاك الذي تدفع به للمطبخ الصحفي ثم تقفل الجوال، لأنك تعلم أن أحداً لن يفاوضك عليه وأنه لن يثير قضية نائمة أو حتى (منسدحة) في صباح النشر. المقال الهزيل هو عندما تكتب عن أحوال الفقراء ، لأنهم لا يقرؤون ولا أحد يقرأ عنهم وعن آلامهم وآمالهم بالنيابة. المقال الهزيل، مثلاً، عندما تكتب عن النساء ، لأنهن يمثلن بيننا مجرد غاز خامل مثل – النيتروجين – ضروري جداً في طبقة الجو العليا – ليكبس – الأكسجين في أنوف الرجال وليحافظ على تماسك الغلاف الجوي، في محيط لا تعيش فيه إلا البطركية الذكورية.