قراصنة الساحل الصومالي أثبتوا أنهم يتمتعون بشهامة المقاتل،فيما إسرائيل ضاعت بين كونها دولة "ديمقراطية وواحة الحرية الغربية في ليل الشرق الأوسط البهيم"،وطبيعتها العدوانية الاغتصابية التي كانت أحد مبررات وجودها.
قراصنة الصومال لا يخجلون من التسمية ،فهم قطاع طرق بحرية ،يخطفون السفن ويفاوضون على الفدية التي يريدونها ، تتضخم أو تضمر تبعا لطبيعة الحمولة ،وليس لطبيعة البحارين.
لم يقدموا مرة على القتل،لا بل تعرضوا هم أنفسهم له من قبل الطرادات الحضارية التي نشرها التحالف الدولي للقضاء على القرصنة والإرهاب ،فقتل بعضهم واعتقل آخرون واقتيدوا إلى بلدان لمحاكمتهم.
لست بوارد الدفاع عن القراصنة .ولكنني بت متعاطفا مع سلوكهم "القرصني" عندما رأيت القرصنة الحقيقية في البحر الأبيض المتوسط،وفي مياهه الدولية.
الفكرة،أن "واحة الحرية والديمقراطية "التي زرعها الغرب الأمريكي والأوروبي في منطقتنا أثبتت أنها ساحة واسعة للقرصنة وبأحدث الأساليب،رغم أن قادة الكيان الغاصب يتحدثون من وراء منصات رسمية دون ان نتفرس في وجوههم جيدا لنكتشف أنهم من ذوي العين الواحدة.
يحارب مجلس الأمن والغرب والعالم بمجمله قراصنة الشاطئ الصومالي ،وهو أمر مرحب به ،وسفن الاتحاد الأوروبي العسكرية ترافق السفن التجارية في بحر العرب لحمايتها من القراصنة.
هذا شيء جميل ومطمئن للتجارة البحرية العالمية .ولكن المجلس نفسه،والغرب نفسه تناسى بالأمس،أكبر عملية قرصنة في التاريخ الحديث ،عندما استولى جيش في المياه الدولية على 6 سفن وقتل وجرح العشرات من ركابها المسالمين واقتادها إلى موانئه وحقق معهم وسجن بعضهم.
فخرلإسرائيل في هذه المرحلة أنها اصبحت دولة القراصنة الأولى في العالم.