- 1 -
زوووووووم... وتقترب الصورة.. زوووم آخر وتبتعد الصورة.. تتحرك العدسة بسرعة عالية، تختلط الأشكال في المشهد الأول..
وسط الصخب تتحرك يدٌ بـ"مايك" لتنقل آراء الجميع على غرار فيلم "بروفة أوركسترا" لفريدريكو فيلليني.
- 2 -
... ثمة من يعارض وهناك من يريد ويطالب.. ومع تداخل الأشكال والأصوات تبدأ الكتل البشرية المتحركة بالتماهي مع بعضها.. يتمازجون في نهاية المطاف فالرأي المعارض سدّ الذرائع وفرض ذاته على المشهد.
- 3 -
بطريقة التداعيات والخطف الخلفي، تعود الكاميرا بالزمن إلى الوراء حيث البساطة.. وحيث كانت الأمور تجري بتلقائية بسيطة لا تعقيد بها ولا شكوك..
كانوا يحضرون ويشاهدون.. لم يخطئوا ولم تجعلهم المشاهد الراقية يحيدون عن الطريق القويم.
- 4 -
تطوّر العالم.. وصار يقيم المهرجانات في مختلف الأمكنة، وفيما كان المنتجون والمخرجون والنجوم يتسابقون من أجل سعفة أو حصان أو أوسكار، كان الكتّاب ينادون ويطرحون ما يجب أن يكون، فالأمر بسيط لدرجة غير عادية. وما دخل كل بيت عبر الفضائيات بدون رقيب.. يمكنه الدخول إلى الصالات بانتقائية تناسب المجتمع المحافظ الذي يحرص كل ربّ أسرة فيه على أبنائه وبناته قبل أن يحرص الآخرون عليهم.. لكنها الوصاية التي يبالغ البعض في تقمص حالاتها.
- 5 -
هناك طاقات مبدعة تريد أن تحلّق عاليا في الفضاءات.. وهناك أفكار جديرة بالاهتمام يمكن أن تكوّنَ مرحلة ثريّة تؤسس لغدٍ حافلٍ.. ومن يدري فقد يستطيع "المحليون" الوصول ذات يوم إلى مستوى "المختار" و"الرسالة"، وحينها فمن المؤكد أن بصمتهم ستترك أثرها في المحافل ولدى العامة من "الآخرين".. ووقتها سيدرك الرافضون أهمية الرسالة التي سيقدمها "المحليون" في الجهات الأربع عبر لعبة البصر.
- 6 -
مشهد يتواصل عبر السنين.. جسر مزدحم.. وصالات بانتظار عشاق الفن السابع، لتصبح تكلفة تذكرة دخول الصالة (شاملة النقل والدخول والمبيت) هي الأعلى كلفة منذ ما قبل زمن "شابلن"، أيام كانوا يستمتعون برغم أن الصمت سيّد الموقف السينمائي.. وبعد ما يزيد عن قرن.. لم ينفع النطقُ في تهيئة المكان، ومن تحدثوا انهالت عليهم التهم، فلا مجال لاختراق الذهنية التي لا تحب التجديد.
- 7 -
انتهى العرض.. وأسدلت الستارة بعد المشهد الأخير.. لكن الواقع يقول إن العرض لم ينتهِ بعد.. وما زال الجمهور ينتظر رفع الستارة لمتابعة المشهد ما بعد الأخير.
[email protected]