يتهم كثيرون المدرب البرتغالي خوزيه مورينيو بأنه "صاحب فم كبير".. وأنه تضخم غروراً وتشدقاً بمقدرته حتى وصل إلى أقصى حدود الصورة.
لكن مورينيو ، وعلى الرغم من فمه الكبير، يسير محفوفاً بالإنجاز والبطولة، ويدرك أن نجمه في صعود، وأنه لا فسحة للتوقف طالما أن النجاح هو المطلوب، وأن العمل هو السبيل الوحيد لتحقيق هذا النجاح والمحافظة عليه، ومن هنا فإن اعتداده بذاته يبدو مبرراً بل ومنطقياً، وتبدو الشروط التي وضعها لقيادة ريال مدريد الإسباني في محلها تماماً طالما أنها ستمهد له أرضية التفوق، وتضمن له تحقيق تطلعاته وتطبيق فلسفته دون تدخلات، ودون فواصل تعزله عن رئيس النادي صاحب كلمة الفصل في تمويل الفريق وتحديد موازنة تعاقداته.
وحتى يتجنب مورينيو تضارب الرؤى بينه وبين نائب الرئيس، أو المدير الرياضي اللذين تدخلا غالباً في تعاقدات الفريق واستقطاب النجوم إلى صفوفه، اشترط أن يكون مسؤولاً أولاً عن التعاقدات، وعن اللاعبين الذين لا يريدهم معه في الفريق.
وحتى يضمن أن تبقى خيوط اللعبة في يده، اشترط مورينيو أن تكون هناك مكافآت مغرية للاعبين حال تحقيق الفوز والبطولات، لأنه يعي أن هذه قد تكون أهم أسلحته لتحفيز لاعبيه وحثهم على القتال من أجل الانتصار.
لكن مورينيو لم يرسم قط طريقاً يذهب في اتجاه واحد، بل جعل حصوله على كل الميزات التي اشترطها موازياً لعمل مضن سيلزم به نفسه ويلزم به لاعبيه في تطبيق طيب لقاعدة "الغرم بالغنم"، فمن يرد المكافأة فلابد أن يدفع مهرها جهداً وتعباً ونصباً وعرقاً، ولذا فإنه يؤكد أن لاعبيه سيعملون صباحاً وبعد الظهر في صالة الألعاب الرياضية لتقوية عضلاتهم، بما يمكنها من تأدية العمل الشاق المطلوب منهم، معلناً بمنتهى الوضوح أنه لن يكون هناك راحة ولو ليوم واحد.
ولأنه يؤمن أن مهمة اللاعب هي الجري ومخاطبة الكرة، فقد اشترط مورينيو أن يترك حديث الصحافة له لإبعاد لاعبيه عن الضغوط ولزيادة تركيزهم في عملهم ومهنتهم الأساسية.
كل هذه الشروط وضعها مورينيو وصفة نجاح حتى يتحمل فيما بعد أي فشل أو إخفاق، ولدينا مازال البعض يستغرب أن يأتي مدرب للاطلاع على منشآت ناد ومقر السكن وطبيعة البيئة التي سيعمل فيها، ويعدون ذلك إهانة للنادي أو طعناً في قدراته، خصوصاً إذا لم تفض الزيارة الاطلاعية إلى اتفاق نهائي.