إن كان من أحدٍ فوق سطح الكرة الأرضية هو أكثر سعادةً بفوز "إسبانيا" بكأس العالم من "الماتادور" الأول الزميل/ "أنيستا"، فلن يكون غير الأزمل منه/ "محمد الفهيد"، الصحفي والكاتب الوطني المعروف لديكنكم! ليس لأنه ـ لاسمح الله ـ تزوج إسبانية يوم المباراة، كذلك "الهولندي" المقرود الذي كان محل سخرية كل "أنسابه" في الكنيسة الإسبانية، وأولهم رئيسها الذي أهداه قميصاً "برتقالياً" مكتوباً فيه: ستهزمون! ولكن ما أدراك أنه الهولندي الأبعد نظراً؛ فليس هناك مايداوي مرارة الهزيمة أسرع من "مرارات" الزواج الكاثوليكي المؤبد!

ولم يكن "محمد الفهيد" من ضحايا الشعارات اليعربية، التي لم تتردد في أن تجيِّرَ هذه البطولة لـ"الأندلس" العربية المجيدة! ولم تخجل أن تبتهج ـ على لسان أحد المزعِّقين على المباراة ـ بالإنجاز "العربي" الكبير بتسجيل الألماني/ "سامي خضيرة" هدفاً في مرمى "الأورغواي"!

ليس لهذا ولا ذاك فرح "الفهيد" بفوز "إسبانيا"، وإنما لتعاطفه الإنساني ـ وهو الفلاح ابن الفلاح ـ مع الثيران عموماً، وذلك "الثور" الذي مات وهو على رأس العمل، دون أن يظفر بأي "تقاعد" أو "تأمينات" خصوصاً! تقول الأسطورة "النجرانية": كان في القرية رجل صالح، وافر البركة، كسائر "بنوكنا" التي تقود حملة "مرتاح البال"! وكان يأخذ من الأغنياء صدقاتٍ يردها على الفقراء قبل أن يقوم من مقامه! وذات مرةٍ جاءه صاحب "الثور" طامحاً لتوسيع ثروته بـ"قرض تسهيل"! فرفض البنك ...عفواً: الرجل الصالح؛ لأن ما يجمعه من صدقات مخصص للمحتاجين وليس "للطامحين"! فما كان من "الطمَّاح" إلا أن أغلق شريان المياه؛ الذي يمر بمزرعته ليحرم بقية الناس؛ حتى رضخ البنك ..يوووه: الرجل الصالح، فأقرضه المبلغ الذي أراد وقال له: "رح الله لا يبارك لك فيه"! واشترى "الطمَّاح" بالمبلغ قطيعاً من "الغنم"، لم يمر وقت طويل حتى هلك كله ماعدا "شاةً" واحدة، إضافةً إلى "الثور" العزيز! وفاجأه ضيوف، لم يتردد في ذبح "الشاة" الأخيرة؛ لتكون "العشاء الأخير" لهم! ولم تطلع الشمس إلا و"الثور" ميت! فأدرك أن دعوة البنك .. وبعدييين؟ الرجل الصالح ليست برداً وسلاماً كدعاء الكثيرين منا اليوم! وذهب إليه يطلبه الصفح والرضا، وقد أفلس من كل شيء! ولما عرف التفاصيل قال له الرجل الصالح: لو أنك تركت تلك "الشاة" تلاقي مصير سابقاتها وتموت من نفسها، لسلم "الثور"؛ لأنك لم تشتره بالمبلغ الذي دعوت عليه بنزع البركة!

وتنتهي الأسطورة دون أن تخبرنا: هل يسر له الرجل الصالح تسديد القرض المشؤوم "مرتاح البال"؟ أم أنه اضطره لأدعياء غسيل الأموال، والنصب، والاحتيال، وأكل أموال الناس بالباطل، "اسم الله على بنوكنا الصالحة المباركة"؟