لم تكن جريمة إسرائيل أول من أمس في المياه الدولية بحق نشطاء "أسطول الحرية" الأولى في تاريخ الإجرام الإسرائيلي. كما أن بيان مجلس الأمن الدولي الأخير لم يكن الأول الصادر عن المنظمة الدولية ضد الدولة الصهيونية.
إسرائيل تستند إلى حليف كبير، لا بل إلى حلفاء كبار، فإن تلكأ أحدهم حل مكانه آخر ممن يتمتع بالحصانة الدولية وبحق الفيتو.
ناورت إسرائيل وكذبت على الرأي العام العالمي، وربما صدّقت كذبتها. فمن شاهد بعض المسؤولين الإسرائيليين وهم يكذبون على "الشاشات العربية" ويدعون أن الكوماندوز الإسرائيلي الذي هبط على السفن بالمظلات من طائرات الهليكوبتر وصعد من قاع البحر، كان يدافع عن نفسه ويواجه "مجرمين" تسلحوا بكل أنواع السلاح من "سكاكين مطبخ" وخلافه، أشفق على هذا الكيان، وكدنا نصدق مقولة أحمدي نجاد أن بداية النهاية للكيان الصهيوني قد بدأت وأن العد العكسي لنهايته قد انطلق.
على من يقرأ داود الإسرائيلي مزاميره؟ والعالم كله شاهد كيف تمت عمليات القتل بأعصاب باردة ضد العُزل ممن كانوا على متن السفن.
هل يصنف العالم المتحضر الشيخ رائد صلاح إرهابيا، وهو القائد الإسلامي الذي ارتضى النضال من داخل الكيان الغاصب، والشخصية السياسية التي نبتت من أم الفحم البلدة الفلسطينية التي خلدت يوم الأرض؟
وهل رئيس البعثة اللبنانية المحامي والأستاذ الجامعي هاني سليمان يمكن توصيفه بالإرهابي، وهو الذي أمضى حياته في التدريس، وتتلمذ على يديه آلاف الشباب اللبناني، ودافع في المحاكم عن كل ذي حق مسلوب؟
وهل يمكن أن يوصف الزميل عباس ناصر بما تفوه به قادة الاحتلال، وهو الذي كان عبر قلمه ومذياعه والكاميرا التي ترافقه رفيقا صادقا ومنسجما مع نفسه فيما يؤديه من عمل؟
القادة الصهاينة اعتبروا كل من كان على ظهر سفن الأسطول إرهابيا لأنه يقدم الدعم إلى غزة وشعبها، وهي بؤرة حكمت عليها إسرائيل بأنها إرهابية!