اتهم أستاذ الدراسات الاجتماعية في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالسلام السليمان ضغوط قوى "الممانعات" الاجتماعية بأنها العقبة الأساسية أمام تطوير النظام التعليمي السعودي، معتبراً أن التجربة الكورية هامة من خلال قدرتها على سد الفراغ بين سوق الطلب والمنظومة التعليمية بعد نجاحها في التطور والمساهمة في التنمية البشرية.
وقال السليمان خلال ندوة بعنوان "العلاقات السعودية الكورية وآفاق المستقبل" أقيمت على هامش البرنامج الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة أمس "أنقذهم الله في كوريا من هذه "المطبات" الاجتماعية التي نعاني منها مما ساهم في نمو المنظومة التعليمية الكورية وتطورها بشكل طبيعي لتصبح مساهمة في نهضة دولتهم".
وبين أن كوريا تمثل نموذجا ملفتا بالنسبة للسعوديين من حيث النمو والتطور، معتبراً أن وجود نحو 2000 طالب سعودي مبتعث في كوريا من العناصر الهامة التي يعتمد عليها في نقل التقنية وطريقة الإدارة والتعليم، خاصة أنهم يتعلمون في مجالات هامة كالهندسة الكهربائية والصناعات المتقدمة.
واعتبر أن هذا الوجود الكبير لطاقات سعودية شابة قد يساهم في المستقبل في نقل التقنية وإيجاد مزيد من عناصر الثقافة الكورية في السعودية وإنشاء جمعية صداقة كورية سعودية، متناولاً الحالة السعودية التي تعيش بين وضعين متعاكسين الأول هو وجود طفرة اقتصادية كبيرة والثاني معدل البطالة المرتفع في السعودية، وقال "علينا الاستفادة من التجربة الكورية في مجال التنمية البشرية وتجاوزهم لهذه المعضلة وقد ندخل في مشاريع معهم في إنشاء شركات بعمالة سعودية".
من جانبه، طلب إمام المسجد المركزي في العاصمة الكورية الجنوبية سول الشيخ عبدالرحمن لي، توفير المساعدة للمسلمين في كوريا كالكتب والترجمات والمصاحف باللغة الكورية، مبيناً انتشار الإسلام أخيرا في كوريا، حيث يوجد نحو 40 ألف مسلم كوري ونحو 150 ألف مسلم غير كوري؛ مما دفع الحكومة إلى توفير أرض أقيم عليها المسجد المركزي بتبرعات مستقلة، والسماح بإنشاء اتحاد المسلمين في كوريا.
وأوضح أن أهم العقبات التي تواجه المسلمين في كوريا هي الصورة الغربية المغلوطة التي تعطى عن الإسلام لدرجة التخويف منه (الإسلاموفوبيا)، معتبراً أن دور الإعلام والكتب المدرسية في كوريا تساهم بشكل سلبي في تدعيم هذه الصورة المغلوطة، مطالبا المؤسسات الدينية في السعودية بدعم إنشاء مدارس إسلامية وتوفير المصاحف والكتب التي تجيب عن قضايا أساسية كتعدد الزوجات والحجاب.
وأشار لي إلى أهمية فتح فرص للتفاهم المشترك بين الشعبين والتبادل الثقافي، مشدداً على أن الحضارتين الكورية والعربية الإسلامية بينهما عناصر مشتركة كبيرة، وقال "مع الأسف فإن الصورة المغلوطة للحضارتين الإسلامية والعربية موجودة في المقررات الدراسية، وهذا غير مرض بالنسبة لنا، فيما لا توجد معلومات كافية عن كوريا في المناهج الدراسية في السعودية والعالم العربي والإسلامي".