يحمل أمنيات وهموم أبناء المنطقة أينما حل، ويحيط بأدق تفاصيل المشاريع التنموية وما يعترض تنفيذها من عقبات. زار قرية جازان التراثية بالجنادرية كعادته السنوية، للإشراف على استعداداتها، وقبل مغادرته جلس في مجلس القرية مع من تواجدوا لحظتها، فتحول اللقاء دون ترتيب أو تنسيق مسبق إلى حوار أطلقه أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز مع أبناء ومثقفي المنطقة.

وألغت شفافية الأمير عامل الإحساس بالوقت لدى الحاضرين، ليستمر الحوار ساعة كاملة، تحدث فيها الأمير عن فرسان وجبل فيفا ومستشفاها العام المختلف على موقعه من قبل الأهالي، وعن ضاحية الملك عبدالله التي رُصد لبنيتها التحتية في ميزانية هذا العام 3 مليارات ريال، وعن قصة الموظف في إمارة المنطقة الذي نسي معاملة في درج مكتبه سنتين كاملتين.

"الوطن" حضرت الحوار الذي بدأه أمير جازان بالحديث عن التنمية في جزر فرسان والقطاع الجبلي، كأهم نقطتين ستستهدفها خطط التنمية القادمة بقوله "بقي علينا القطاع الجبلي وفرسان وجزرها وكلها بإذن الله ستتم تنميتها، خاصة فرسان فقد صدرت لها توجيهات ممتازة جدا، وتحتاج فقط إلى الدراسات النهائية. أما بقية المحافظات فتنميتها وخدمات البنية التحتية بها تسير بشكل جيد".

وفي معرض رده على سؤال حول الزحام الذي أصبحت جازان تعاني منه، أكد الأمير محمد بن ناصر أن مطار جازان الحالي سينقل، وأن المطار الجديد تم اعتماده في ميزانية هذا العام، وتم تحديد موقعه جنوب مركز قوز الجعافرة، موضحا أن الطريق الدولي سيمر منه، ويمتاز موقعه بقربه من المدينة الاقتصادية، وسيفك الخناق عن جازان كون المطار القديم يخنق توسعها العمراني من جهة الشمال والشرق.

وعن التنمية في القطاع الجبلي بتنفيذ مشاريع البنى التحتية قال "اعتمدت مبالغ للقطاع الجبلي ككل، لكننا وجدناها لا تكفي، فتم تخصيص تلك المبالغ لتنمية وتطوير جبلين أحدها فيفا التي تمتلك مصادر ومقومات متميزة، فهي مدينة سياحية، لكن ضاقت بها المباني، ويجب أن تُهيأ لاستقبال السياح، وقد ناقشنا هذا الموضوع في مجلس المنطقة الأسبوع الماضي، ومن ضمن خطة تطوير المناطق الجبلية تم اختيار مواقع لإقامة مراكز حضرية تتميز بقربها من شبكة الطرق".

وحول تأخر تنفيذ مستشفى فيفا العام، بين سموه أن لجنة شكلت لاختيار الأرض التي سيقام عليها مشروع المستشفى مضيفا "طالبتهم باختيار الموقع الذي يرضي الله ويخدم المواطنين، وسنقرر الموقع المناسب إذا لم تتفق الأطراف المختلفة على تحديد الموقع".

وعند مطالبة بعض الحضور بفرض القرار، وصف أمير جازان تلك المطالبة بأنها من باب "آخر العلاج الكي"، وأنه خيار لا يفضله بقدر ما يفضل اتخاذ القرارات، التي تخدم المواطنين بالتراضي والتسامح وقناعة جميع الأطراف، لكن إذا لم تجد كافة الحلول فسيكون الكي هو آخر الحلول. وكشف سموه عن زيارة تفقدية سيقوم بها لفيفا بعد ثلاثة أسابيع للالتقاء بالمواطنين والوقوف على أهم احتياجاتهم التنموية.

وعن اعتذار المهندسين والأطباء عن العمل في جازان لعدم توفر احتياجاتهم من مدارس خاصة، كشف الأمير محمد بن ناصر عن أن ثلاثة مستثمرين بدأ أحدهم في بناء مدرسة أجنبية، مشيرا إلى أنه من الصعب استقطاب مثل هؤلاء من بلدان العالم دون وجود تلك الخدمات، فالجامعة والشركات الكبرى مثلا أصبح الكثير يعتذر عن العمل بها لتلك الأسباب، لكن ما شاهدته في جازان شيء يرفع الرأس، فحين افتتحت 120 عيادة لطب الأسنان لم أكن أتوقع وجود مشروع بهذا الحجم وتفاجأت بالتجهيزات المتطورة في العيادات التي تضاهي المعامل والعيادات الأوروبية.

واستطرد قائلا "لقد شعرت بالفخر والسعادة وأنا أشاهد الطلاب والطالبات من أبنائنا وبناتنا، يعملون ويتدربون في تلك البيئة التعليمية المتطورة".

وعن الاهتمام بما يوفر للشباب أماكن لائقة لقضاء أوقات فراغهم، أوضح أمير جازان أنه صدر أمر سام بإلزام البلدية ببناء المراكز الشبابية في الأحياء، بعد أن طالبت الرئاسة العامة لرعاية الشباب بتوفير الأراضي، وصدر القرار السامي بإلزام الشؤون البلدية والقروية، مضيفا أن ذلك أسهل لامتلاكها الأرض.

وعن ضرورة تحمل الموظفين لمسؤولياتهم وأداء أعمالهم بإخلاص واجتهاد لخدمة وطنهم، استعرض سموه قصة أحد موظفي الإمارة بقوله "كانت لدينا في الإمارة معاملة ضائعة بحثنا عنها بكل الوسائل ولم نجدها لمدة سنتين، وأخيرا وجدناها في درج أحد الموظفين، وعند استجواب الموظف عن السبب، قال: نسيتها في الدرج، ولهذا أتفقد أدراج مكتبي كل يوم".