شكل مسار الصرف الصحي الممتد من محافظة خميس مشيط مرورا بوادي ابن هشبل ووصولا إلى محافظة بيشة، هاجسا لدى سكان تلك المناطق عطفا على أضراره البيئية، ومخاوف تأثيره على مياه بعض الآبار والغطاء النباتي، وانتشار الأوبئة والأمراض بسبب المستنقعات وما تحتويه من الباعوض والحشرات.
ويشير عضو المجلس البلدي في وادي ابن هشبل سعيد بن لدنه، بأن مجاري الصرف الصحي، لوثت الآبار وحجمت المزارعين عن زراعة الخضروات، ولفت إلى أنه جرى وضع عدد من اللوحات التي تشير إلى عدم الزراعة على ضفاف الوادي، وعدم الشرب منه، وسط مخاوف من انتشار الأمراض، وكثرة الحشرات.
أما عبدالرحمن بن مفرح الشهراني، فأوضح أن وادي ابن هشبل كان يتميز بعذوبة مياه الآبار، ومنتجاته الجيدة النقية من الخضر والفواكه، إلا أنه تغير حاليا بسبب مياه الصرف الصحي التي امتد تأثيرها إلى مكونات الحياه، وهذا يتطابق مع ما ذهب إليه المواطن محمد مبارك هتوش. ويضيف المواطن حسن عبدالله آل حسن، أن بعض الأغنام نفقت بسبب شربها لمياه ملوثة، مما تكبد الأهالي على إثره خسائر فادحة، مطالبا الجهات المعنية في منطقة عسير بوضع حلول ناجعة لهذه المشكلات المركبة التي تضر بالبيئة والإنسان. وفي اتجاه آخر ورغم قلة المزروعات، يشير المواطـن خالد بن سعد آل حسـن، إلى أن بعـض العمالة الوافدة استـغلت مياه الوادي الملوثة، لري مزارعهم، وتسويقها على اعتبار أن الـربح المادي هدفهم الأساس بصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى. ويؤكد المواطن علي بن فلاح، أن المعاناة لم تقتصر على أهالي وادي ابن هشبل، فقد وصلت إلى قرى منصبة، إذ تعاني أكثر من أربعين بئرا من مشكلة التلوث ولم تعد صالحة لسقي المواشي أو الاستخدامات اليومية، مما شكل معاناة حقيقية لدى الأهالي.
وبين رئيس المجلس البلدي في وادي ابن هشبل عبدالرحمن سعيد القطامي، أن المجلس رفع حلولا ومقترحات للجهات المعنية بشأن مياه الوادي وتأثيراتها على الإنسان والمكان، في حين أكد رئيس بلدية وادي ابن هشبل عوض آل سياف أن البلدية كثفت من عمليات الرش للتجمعات المائية المختلفة.
من جهته، أكد مدير فرع الزراعة في وادي ابن هشبل الحسن الهيجان، أن إدارته تواصل إزالة المزارع غير الصالحة للاستهلاك، فضلا عن تشكيل لجنة مراقبة خاصة بالوادي وترفع تقارير دورية عن أي تجاوزات.