النكات والقفشات المتداولة هذه الأيام في المنتديات والمجالس الاجتماعية لا تبتعد كثيرا عن الفتوى الصاروخية أو القنبلة "إرضاع الكبير" والتي أعطت الضوء الأخضر لفتح الصدور وإرضاع الغرباء.. فتوى تبيح للغريب رشف حليب نسائنا اللائي قد لا يجدن في صدورهن قطرات لأبنائهن والابن أولى من الغريب! ورغم هذا ليس له إلا حليب "القواطي " ، ومثل ما يقول المثل "عسى كحلها يسد عيونها".. هذه النكات الساخرة أتت امتدادا لنكات راجت في كافة الأوساط حول فتاوى غريبة ومنها الفتوى الداعية "لهدم الحرم وإعادة بنائه".. وفتوى "تحريم الرياضة النسائية بالكلية" وتحريمها قبل ذلك جزئيا على الفتيات خوفا على "غشاء البكارة".. تأتي هذه النكات كردة فعل على غرابة تلك الفتاوى واستخفافها بعقول الناس ومحاولة تسطيحها.. اتسع خيال الناس لنسج النكات الساخرة في تعبير عن عدم استساغة أو قبول تلك الفتاوى الغريبة والتي تسيء لديننا أولا ولمجتمعنا السعودي ثانيا.

من النكات المتداولة "سائق يجري خلف عمته ويقول لها ماما أنا يبغى رضعة علشان أنا يصير بيبي أنت".. وآخر يشير إلى واحدة يقول لها "يا أمة الله هل من سبيل لرضعة أبل بها ريقي".. وشخص آخر يجري في الشارع ويسأله صاحبه " ليه مستعجل؟" فيرد عليه "أبلحق على بيتي أخاف ألقى السواق قاعد يرضع".. لم تقتصر النكات على المجالس ، فرسامو الكاريكاتير لم يقصروا في إبراز الجانب الكوميدي في فتاوى مشايخ الألفية الثالثة والذي أغفله تماما كتاب المقالات.. رسمة معبرة يظهر فيها الكفيل يقول للسائق اللي داخل لوسط البيت "وش قاعد تسوى يا صديق؟!!" يرد عليه السائق " هسسس!! أنا يخلص رضعة ثالثة".. ورسمة أخرى أبلغ تعبيرا واحد يقول لصاحبه " ودي أشرب حليب نياق وش رأيك فيه؟" يرد عليه صاحبه " الناس الحين تشرب حليب بنات وانت في النياق؟".

هل تندرج هذه الفتاوى في باب الطرافة والدعابة والترويح عن الناس والذي يدرك أثره مشايخنا الأفاضل في التخفيف عن الناس من جراء ضغوط الحياة؟ أم هو البحث عن الشهرة والظهور واجتذاب المزيد من المريدين والأتباع؟ أم هو أمر آخر؟




بعد كل هذا هل من وقفة عاجلة وحاسمة من سماحة الوالد المفتي لوقف هذه المهازل قبل أن تستفحل الأمور وتتحول أحكام الدين إلى مجال للسخرية والتندر!