في مبنى لا يضم سوى صالة لممارسة لعبتي التايكوندو والكاراتيه، وأخرى للحديد، بجوار مكاتب إدارية وغرف شيدت بجهود ذاتية لاستيعاب مكاتب إدارية ومعسكر خاص بفرق النادي، يسكن نادي جرش الرياضي، في محافظة أحد رفيدة التي تبعد عن مدينة أبها 45 كلم، وذلك طيلة عمره الذي تجاوز 34 عاماً. وعلى الرغم من ذلك إلا أن سواعد الرجال في النادي تخطت كل الظروف التي تحبط أي عمل، وقلة ذات اليد، في ظل عزوف رجال الأعمال عن دعمه مادياً... ويقول رئيس مجلس إدارة النادي سعد الجهر: "إنه من الصعوبة بمكان أن تجد ناديا ينجح في ظل غياب الدعم المادي، إلا أننا حققنا الكثير من الطموحات الأولية في العام الأول لنا بإدارة النادي، وما زال الكثير لدينا"، لافتاً إلى أن الأماني تسود كل أبناء محافظة أحد رفيدة بشكل عام وأبناء النادي بشكل خاص بأن تنهى معاناة النادي في غياب منشأة يمارس من خلالها منسوبوه هواياتهم وأنشطتهم الرياضية، باعتماد منشأة نموذجية من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب.

سنة من عمر الإدارة

مضى نحو عام على تولي إدارة "الجهر" زمام قيادة النادي، عقب الجمعية العمومية التي شهدت أحداثاً احتجاجية من قبل أعضاء في الإدارة المنحلة السابقة، على سير عملية فرز الأصوات، عقب فوز الجهر بالرئاسة بـ 38 صوتاً مقابل 8 لمنافسه. ويشير الجهر إلى أن الإدارة الحالية اتفقت من مدير مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالمنطقة خالد الزهراني على طي صفحة أي خلاف سابق.

وحول وجود أشخاص ضد إدارته، اعترف بذلك، وبكثرتهم، لافتاً إلى أنهم شككوا في ذمته وذمم أعضاء إدارته، وتغاضوا عن الإشادة بالإيجابيات، وظلوا يرقبون أي سلبية تصاحب أي عمل. ورغم ذلك، إلا أنه دعا كل من يختلف معه ومع أي عضو من إدارته لأن يمتلك الجرأة ويحضر إلى النادي، من أجل الحوار والتناقش من أجل مصلحة النادي.

العقد الاستثماري أكبر العقبات

أهم الإشكالات التي واجهتها إدارة النادي العقد مع المستثمر في أرض النادي بمركز صحي، يضم مسابح وصالات خاصة. ويقول الجهر: "منذ تسلمنا النادي، كانت أولى الخطوات الرفع إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالطعن في العقد الاستثماري، كونه غير معتمد وليس موثقاً، ولضآلة المبلغ الذي لا يتجاوز 20 ألفا في السنة لخزينة النادي، فضلاً عن نقطة الاختلاف في بداية العقد ما بيننا وبينه، فالعقد بدأ 1424 هـ لمدة 15 سنة.. أول 5 سنوات كانت مجانية، حسب الاتفاق المبرم مع إدارة النادي آنذاك"، مشدداً على أن القيمة المستحقة للعقد على أقل تقدير من 80 إلى 100 ألف ريال، مبدياً العتب على مدير مكتب الرئاسة بالمنطقة على عدم الفصل في الموضوع، كاشفاً عن لقاء معه الأسبوع المقبل لذات الغرض. وأضاف: "الرئاسة بدورها ردت على خطابنا باتباع اللوائح والضوابط التي صدرت أخيراً، ولم نصل إلى اتفاق مع المستثمر".

مشاريع جديدة

استثمرت إدارة النادي مبلغ الأمر الملكي البالغ مليوني ريال، بتنفيذ مشاريع جديدة، شملت إعادة زراعة الملعب وتسويره وتجهيزه بشكل كامل بقيمة قدرت بنحو ربع مليون ريال، إلى جانب تجهيز معسكر خاص بفرق النادي وتأثيثه بنحو الـ 30 ألفا، وشراء 3 باصات قاربت ربع المليون أيضاً، إلى جانب تجهيز غرف خاصة باللاعبين والحكام في الملعب، واستحداث عيادة طبية، وتوفير جميع المستلزمات الرياضية.

إنجاز غير مسبوق

نجحت إدارة النادي في تحقيق إنجاز غير مسبوق في تاريخ النادي بصعود الفريق الأول إلى دورة الصعود المؤهلة إلى دوري أندية الدرجة الثانية، بعد تحقيق وصافة بطولة منطقة عسير. وكانت إدارة النادي أولت مهام الإشراف على الفريق إلى منصور جيعان الذي شغل إدارة كرة القدم بنادي ضمك العام الماضي، فيما أسندت تدريب الفريق إلى الوطني محمد الشبعان الذي سبق له تدريب الفئات السنية بنادي أبها ومنتخب عسير المدرسي. واستعد الفريق من قبل بطولة المنطقة بشهرين ونصف، وتم تنسيق اللاعبين القدامى وإحضار لاعبين جدد، من بينهم: خالد قريوي، علي الشهري، ناجي الكربي، محمد السبعي، هلال أبوطالب، علي عيسى، أحمد أبوحلان، حسن المقصودي حسين القوزي، فارس القحطاني، سعيد نقير، عبدالرحمن العبيدي، حسن عياش، عبدالله العمري، يحيى ضيف، رشيدي خشيعة، بسام عيسى، عادل الجدعاني، عمر الناشري، طارق العنزي، خالد ثابت، حسن إدريس، عبدالله عوير. وخاض الفريق مباريات ودية قوية أمام الفريق الأولمبي بالنادي الأهلي والحزم وضمك والأخدود، وسجل لاعبين جددا مميزين.

ويشير المشرف على الفريق منصور جبعان إلى أن العمل لم يتوقف، وأن الأمل والطموح هو التأهل إلى دوري أندية الدرجة الثانية، مؤكداً وجود مخطط لتطعيم الفريق بعناصر خبرة مميزة قادرة على صنع الفارق الفني. وشكر جبعان رئيس النادي وأعضاء إدارته على ما قدموه لإنجاح العمل بالوقفة الصادقة والعمل والمتابعة المستمرة وتسهيل كل الصعوبات، موصلاً الشكر إلى كل من عمل معه، خاصاً بالذكر المدرب الشبعان وجميع اللاعبين الذين كانوا في قمة الحضور والانضباط، مطالباً محبي النادي بالوقفة الصادقة حتى يتحقق الأمل.

بدوره، أوضح الشبعان أن العمل في النادي كان رائعاً، وذلك بتوفير المناخ الصحي والأخوي، شاكراً رئيس النادي وأعضاء إدارته والمشرف على الفريق وجميع اللاعبين، مطالباً بالانضباط ومضاعفة الجهود.

الفئات السنية

عملت إدارة النادي على تكوين قاعدة لمستقبل لعبة كرة القدم، واستحدثت درجة للبراعم، وتم التعاقد مع التونسي منذر أبوهلال لقيادة درجتي الشباب والناشئين، ومع مساعده الوطني سلطان القرني. وضمت أعدادا كبيرة من المواهب.

الألعاب الأخرى

اهتمت إدارة النادي بالألعاب المختلفة، واستحدثت لعبة كرة السلة التي شاركت فيها درجة الشباب واحتل الفريق المركز الثاني، فيما جرى تسجيل مجموعة من اللاعبين للفريق الأول الذي سيبدأ مشاركته قريباً. وفي ألعاب القوى، كانت اللعبة حازت على المركز الخامس على مستوى المملكة، بقيادة المدرب الوطني عطية الخثعمي. وظفر اللاعب عايش المجرشي بميدالية ذهبية في بطولة المملكة لاختراق الضاحية، وزميله أحمد عطية بفضية.

ويقول المشرف على اللعبة أحمد عبدالرحمن الهادي إن الطموح هو الصعود إلى الدوري الممتاز. وفي الكاراتيه تأهل فريق درجة الناشئين إلى الدوري الممتاز، وحقق الفريق الأول المركز الثالث على مستوى المجموعة الثالثة، وتأهل مجموعة من اللاعبين إلى بطولة النخبة. فيما يشير المشرف على ألعاب الدفاع عن النفس حسن سيف القحطاني إلى أن لعبة التايكوندو حديثة التأسيس بعد إيقاف أنشطتها لمدة سنة ونصف، مبيناً أنها في مرحلة التأهيل للمشاركة في البطولات، بينما ينتظر أن يبدأ تنس الطاولة والأسكواش أنشطتهما قريباً.

استقرار مادي

تشير التوقعات إلى أن الاستقرار المادي سيتواصل، ويبين الجهر إن الخزينة تبقى فيها نحو المليون ريال، مؤكداً عدم وجود ديون على النادي، ممتدحاً الاستقرار الإداري، والترتيب والتنظيم الداخلي.