تتجول العاملة الإندونيسية أمينة تارا حول العالم مع الأسرة التي تعمل معها، وتروي كيف سنحت لها الفرصة لزيارة أجمل المدن عالميا كلندن، وباريس، ودبي، وتقول إنها لم تكن تحلم بتلك المعيشة من قبل، فهي تسافر على رحلات درجة أولى، وتقيم في الفنادق ذات الخمس نجوم، معتبرة أن عملها مع هذه الأسرة كان فرصة العمر، مشيرة إلى أن الأسرة السعودية تتعامل مع العاملة وكأنها أحد أفراد المنزل.

وهكذا يتمتع كثير من عاملات المنازل الآسيويات بدلال ورفاهية في المنازل التي يعملن بها لا تتاح في منازلهن في بلدانهن، وتبدو العاملة في بعض الأحيان كأنها هنا سيدة المنزل، تعيش بمستوى مرتفع، وتسافر حول العالم إلى أجمل المناطق، وعبر رحلة الطائرة في الدرجة الأولى، وتقيم في أفخم الفنادق، كما تسنح لها فرص التسوق من الماركات، والأسواق العالمية، حيث تغدق كثير من الزوجات الهدايا والكماليات باهظة الثمن على عاملاتهن، ويقمن بشراء أحدث أجهزة الهاتف الجوال، والملابس بالماركات العالمية، فضلا عن اعتبارهن من أفراد العائلة، وعدم استبعادهن أثناء الوجبات، وإطعامهن نفس الوجبات.

أما العاملة الفلبينية استر ماندي (مسيحية) فتمتلك جهاز الآي باد الذي تتحدث من خلاله مع زوجها وأبنائها باستخدام برنامج "سكايب" المرئي، تقول "لا أملك هذه الجهاز في بلدي، واقتنيته هنا".

وتحكي ماندي التي تعمل لدى أسرة منذ سبع سنوات كيف سمحت لها زوجة كفيلها بإقامة حفل صغير في المنزل يوم "عيد الكريسماس"، وكيف دعت لها بعض العاملات لمشاركتها العيد، واشترت لهن الكعك، تقول تحترم "الأسرة التي أعمل بها ديانتي، كما أنها سمحت لي بأخذ إجازة يوم كامل يوم العيد لقضائه خارج المنزل، ووفرت لي مصروفا خاصا اعتبرته هدية العيد".

أما العاملة الإندونيسية سوكارسي دي فتحمد الله أنها تزور الحرم المكي كل عام منذ عملها لدى أسرة سعودية بالخبر، وتقول "التعامل السعودي مع العاملة يجعلها كالأخت المسلمة لهم، لقد عملت في بلد آخر فكانت الأسرة التي أعمل لديها لا تشاركني الطعام، أما هنا في السعودية فالأسرة تشاركني الغداء، وتقدم لي نفس نوعية الطعام التي تتناولها"، وترجع الأمر إلى التمسك الديني والتقاليد السعودية التي تمتاز بالكرم.

أما العاملة الإندونيسية "مشرفة تاج" والتي تعمل منذ أكثر من 9 سنوات فتقتني أغلى الملابس بماركات عالمية، تشتريها لها زوجة الكفيل، وهو رجل ثري ، تقول "ألبس الملابس بما يزيد عن ألفي ريال، ولا أقل في ذلك عن أي فتاة سعودية".

وتضيف "لو كان الأمر باختياري لما اشتريت هذه الملابس باهظة الثمن، ولكن كلها عبارة عن هدايا من زوجة كفيلي".

وعن المواقف الإنسانية التي مرت بها خلال عملها مع هذه الأسرة قالت "حينما أصبت بكسر في القدم تم علاجي في أكبر مستشفى خاص بمدينة الخبر، ووصل علاجي لما يزيد عن عشرة آلاف ريال، ولم يتم خصم تكلفة العلاج من رواتبي، وتحملها كفيلي كاملة".

وأضافت أن "العمل مع الأسرة السعودية يجعلني أشعر بالأمان كوني أهنأ باهتمام خاص، وكأني من أبناء الأسرة"، مشيرة إلى أن العمل والجدية والنظافة والأمانة أهم مطالب الأسر السعودية من العاملة المنزلية، والاحترام المتبادل يجعل العاملة المنزلية تعيش باستقرار وراحة على حد قولها.

وتمتلئ غرفة العاملة الإندونيسية "سعيدة جاد" الخاصة بالعديد من الأغراض والهدايا، تقول "لدي غرفتي الخاصة، ولي من الخصوصية الشيء الكثير، مستدركة "في منزلنا في إندونيسيا نعيش أربعة أشخاص في غرفة واحدة"، مشيرة إلى الاستقلالية والتمتع بساعات كافية من النوم، والخصوصية التي يحترمها كفيلها وأسرته بالدمام.

وقالت "الاحترام وطريقة التعامل معنا كعاملات يجعلاننا نطلب العودة للعمل في السعودية كلما انتهت الإجازة".