"مافي غسيل كيف أكل" بهذه الكلمات بدأ "أنوار" كلماته الحزينة، وهو يعبر عن سبب عمله لأكثر من 8 ساعات متواصلة في استراحة للشباب، بالقرب من محافظة القريات، مضيفا أن غسيل السيارات كانت مهنة مناسبة له، قبل أن تلاحقه الجوازات والبلدية هو وزملاؤه عند مركز المدينة، أو ما يعرف بمقر الغسيل السريع، وسط السوق.
ويضيف "أنوار" أن غسيل السيارات أصبح من الذكريات، معتبرا أن توجهه إلى العمل في استراحات الشباب رغم عدم وجود تصريح له بممارسة هذا العمل أمر لا بد منه ليؤمن قوت يومه، في ظل تردي الرواتب الممنوحة لهم من قبل الشركات المشغلة.
فيما يشاركه "هارون" الهم ذاته وهو الذي قدم إلى السعودية قبل نحو 10 سنوات، وكان يستمتع بعمله في غسيل السيارات بعد فراغه من عمله اليومي في إحدى الإدارات الحكومية، إلا أن ملاحقة البلدية كما يقول أجبرته على التوجه للبحث عن عمل إضافي، ووجده في استراحات الشباب.
وأضاف أنه يعد الشاي والقهوة والنرجيلة، وينظف المكان نحو 6 ساعات يوميا بما في ذلك يوما الخميس والجمعة، واصفا عمله بالمريح رغم تدني الراتب الذي يحصل عليه، حيث لا يتجاوز سقفه الـ800 ريال، وهو دخل ـ كما يقول ـ لا يفي بمتطلبات عائلته في بلده الأم.
ومن جهته يقول "علم" وهو الاسم الذي اختاره ملاك الاستراحة له، إنه وجد ضالته أخيرا في عمل مربح ومريح، فهو يغسل سيارات أصحاب الاستراحة، وبعض من زوارها وهو ما يؤمن له نحو 1500 ريال شهريا.
ويذكر بأن المدينة شهدت في السنوات الأخيرة طفرة كبيرة في تزايد عدد الاستراحات الشبابية داخل المدينة وخارجها، وهو ما يتزايد معه الطلب على ذلك النوع من العمالة، ولكن عبدالرحمن الدهام يرى ذلك أمرا غاية في الخطورة، حيث لا يمكن الجزم بما ستقوم به هذه العمالة من أعمال قد تتفاوت ما بين السرقة وغيرها، خاصة وأنهم يعملون دون إقامات نظامية.
فيما يرى عبدالعزيز القعيقعي أن تشغيل هذه العمالة قد يجر إشكالات أخرى، حيث لا يعرف لهم هوية أو عنوان واضح، مما يجعلهم في حرية كاملة للهروب عند قيامهم بأي عمل غير جيد، مضيفا بأننا كثيرا ما نسمع ونقرأ عن حوادث تقع من جانب هذه العمالة، خاصة وهي تعمل خارج الأعمال التي قدمت للعمل عليها في الأصل. ومن جهته، أكد رئيس بلدية القريات المهندس علي الشمري أن ما تقوم به هذه العمالة من غسيل للسيارات ينطوي على مخالفة صريحة، إضافة إلى ماتقوم به من تشويه للمكان من بقايا الغسيل، مبينا أنه كما هو معلوم هناك مغاسل مرخصة لمزاولة مثل هذا العمل، وبالتالي فهذا النشاط من الأعمال الفردية، ومزاولته بطريقة غير نظامية، وهو ما لا نسمح به".