فيما أعلنت دول مجلس التعاون الخليجي في بيان أمس طرد السفراء السوريين من أراضيها واستدعاء سفرائها لدى دمشق ردا على تزايد أعمال العنف في سورية؛ كشفت مصادر دبلوماسية خليجية رفيعة المستوى لـ"الوطن" أن زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ورئيس الاستخبارات الخارجية ميخائيل فرادكوف إلى سورية أمس، اشتملت على مشروع حل تتبناه موسكو من خلال اقتراح تولي نائب الرئيس فاروق الشرع مهام الرئيس كاملة وإعلان موعد لإجراء الانتخابات البرلمانية فالرئاسية، مع حصول الرئيس الأسد وعائلته على لجوء سياسي في روسيا.
وبينت المصادر أن مباحثات استمرت لأكثر من شهر من قبل لجنة روسية جمعت الحكومة والمعارضة للتفاوض المباشر في موسكو الأسبوع الماضي. وأن الفيتو الروسي جاء لعدم تكرار التجربة الليبية وفقدان موسكو مصالحها الإستراتيجية في دمشق. وكشفت المصادر أن مباحثات خليجية نشطة مع مختلف عناصر الأزمة تتم حالياً لتقدم مقترحات أمام المجلس الوزاري الخليجي المقرر عقده السبت في الرياض في حال فشل الحل الروسي الذي بحثه لافروف. في غضون ذلك أعلن لافروف أنه عقد لقاءً "مفيدا جدا" مع الأسد قائلا "أكدنا حسن نيتنا للخروج من الأزمة على أساس المبادرة العربية". من جهته قال السيناتور الديموقراطي المقرب من الإدارة الأميركية جون كيري "إن جولة جديدة من المفاوضات ستبدأ في مجلس الأمن". إلى ذلك نفى مصدر في الجيش السوري الحر في حديث خاص إلى "الوطن" حدوث أي انشقاقات داخله. وأكد أن عدده بلغ 30 ألف مقاتل.
كشفت مصادر دبلوماسية خليجية رفيعة المستوى لـ"الوطن" أن زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ورئيس الاستخبارات الخارجية ميخائيل فرادكوف إلى سورية أمس، اشتملت على مشروع حل تتبناه موسكو من خلال اقتراح تولي نائب الرئيس فاروق الشرع مهام الرئيس بشار الأسد لتكون له كامل صلاحيات الرئيس مع الإعلان عن موعد إجراء الانتخابات البرلمانية ومن ثم الرئاسية، مع حصول الرئيس الأسد وعائلته على اللجوء السياسي في روسيا. وبينت المصادر أن مباحثات استمرت لأكثر من شهر بين لجنة حكومية روسية كلفت بمعالجة ملف الأزمة في سورية، مضيفة أن اللجنة الروسية تتكون من الخارجية والاستخبارات العامة والمخابرات الحربية الروسية وقد قامت بالاتصال بالحكومة السورية والمعارضة وجمعتهم في مفاوضات مباشرة في موسكو الأسبوع الماضي. واوضحت المصادر أن الفيتو الروسي جاء لمنع تكرار التجربة الليبية في سورية وبالتالي فقدان المصالح الاستراتيجية التي تحصل عليها موسكو من دمشق. وبينت المصادر أن مباحثات خليجية نشطة مع مختلف عناصر الأزمة تتم حاليا لتقدم مقترحات أمام المجلس الوزاري الخليجي المقرر عقده السبت المقبل في الرياض في حال فشل المبادرة الروسية. وشددت المصادر على أن قرار مجلس الأمن كان تمهيدا لتوسيع الحوار من خلال الضغط على دمشق، مؤكدة أن القرار العربي كان يحاول إبعاد التدويل والتدخل الدولي خاصة من خلال خطوات عسكرية غربية.
في غضون ذلك أعلن لافروف أنه عقد لقاء "مفيدا جدا" مع الرئيس السوري الذي وعده بالعمل "على وقف أعمال العنف أيا كان مصدرها". وقال في ختام اللقاء الذي جرى في دمشق أن روسيا مستعدة لمواصلة البحث عن حل للأزمة في سورية استنادا إلى مبادرة الجامعة العربية. وأضاف "أكدنا حسن نيتنا للمساهمة في التوصل إلى مخرج للأزمة على أساس المبادرة التي اقترحتها الجامعة العربية". وأكد أن سورية تريد استمرار مهمة الجامعة العربية في البلاد وأن يتم توسيعها. وقال إن "سورية أبلغت الجامعة العربية بأنها مهتمة بأن تواصل الجامعة عملها وأن يتم توسيعه". وذكر لافروف أن الرئيس السوري سيعلن قريبا موعد الاستفتاء حول دستور جديد تم الانتهاء من صياغته. إلى ذلك قال السيناتور الديموقراطي المقرب من الإدارة الإميركية جون كيري إن جولة جديدة من المفاوضات ستبدأ في مجلس الأمن على الرغم من استخدام الفيتو الروسي – الصيني. وأضاف "إنني واثق أن الموضوع سيثار من جديد مرة أخرى في مجلس الأمن وستخاطب كل من الوزيرة هيلاري كلينتون والسفيرة سوزان رايس أوجه القلق لدى الصين ورسيا بكفاءة. ولكن ليس بطريقة تزعزع من قدرة الشعب السوري على التعبير عما يريد أو رفضه لاستمرار قمعه أو إطالة أمد ما يحدث الآن".
وأوضح كيري أن ادارة الرئيس باراك أوباما لا تزال في طور بحث السياسة التي ينبغي اتباعها تجاه نظام الرئيس الأسد في المرحلة المقبلة. وأوضح في تصريحات أدلى بها في واشنطن أول من أمس "هناك خيارات كثيرة ومتعددة والمؤكد أن هناك علامات مبكرة على بدء حرب أهلية في سورية وإذا قامت الحكومة بعمليات قتل عشوائي فإن للناس حق الدفاع عن أنفسهم".
وتابع "إن سورية ليست ليبيا. ولكن لا ينبغي لأي شخص أن يترجم هذه العبارة الصحيحة باعتبارها تصريح للقادة السوريين بالتصرف بدون تحمل مسؤولية ما يفعلون أو بأن المجتمع الدولي لن يساعد الشعب السوري على نحو ما".
وفي أنقرة أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان أن تركيا ستطلق "مبادرة جديدة" دولية بشأن سورية. وقال إردوغان "سنطلق مبادرة جديدة مع دول تدعم الشعب وليس النظام" في سورية، بدون أن يوضح طبيعة هذه المبادرة.
وأضاف إردوغان متحدثا أمام نواب حزب العدالة والتنمية في البرلمان، أن حكومته "تستخدم كل السبل الدبلوماسية للفت انتباه الأسرة الدولية" إلى الأزمة السورية.