(أثبت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن الأحلام تتحقق إذا كان وراءها رجال يؤمنون بما عاهدوا الله عليه، وينفذون ما وعدوا به شعوبهم ويحققون الأحلام قبل بدء الكلام هنيئًا لنا جميعًا هذه الجامعة.

لقد تشرفت بكتابة مقال عن الجامعة قلت فيه إن العالم الأول أصبح على أرضنا فماذا نحن فاعلون؟ وتمنيت ألا تصبح الجامعة جزيرة معزولة بين أسوارنا وأن يعم نفعها الجميع، ها نحن اليوم نرى خطوة ولو أنها بسيطة إلا أنها ذات مدلول كبير فالجامعة تتخطى أسوارها ونحن اليوم نعلن أن مثل هذه المشاريع الحيوية لا بد أن تؤثر على المجتمع). كان هذا مقطعا من كلمة أمير مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل في افتتاح المرحلة الأولى من مشاريع تطوير (ثول) يوم الأربعاء الماضي، وقد جاء هذا التدشين متزامنا مع انتهاء السنة الدراسية الأولى في جامعة (كاوست) التي كانت ومازالت أهم المعالم الحضارية في بلادنا التي تحولت من حلم في ذهن القائد منذ ربع قرن إلى واقع متألق تمتد ظلاله الوارفة أول ما تمتد على جيران الجامعة أهل ثول الذين عبروا عن فرحهم واعتزازهم بهذا الضوء الذي امتد إليهم من داخل دار الحكمة ليجعلهم في ذات المستوى الحضاري الذي أسسته داخل أسوارها، مترجمة بذلك حقيقة الهدف الذي من أجله أنشئت، وهو تطوير الوطن كله لتصبح الجامعة عما قريب نغمة طبيعية في سمفونية وطن يأخذ مكانه المستحق في مدارج العالم الأول.

لقد نشرت الصحف المشاريع النوعية التي ستشهدها (ثول) في هذه المرحلة وفي المراحل اللاحقة التي لن تتعدى سنوات معدودات، ولعلني وغيري من المواطنين نحلم بأن تكون هذه الإضاءة الرائعة من – كاوست – على جيرانها قدوة ومثلا للجامعات السعودية الأخرى في مختلف مناطق المملكة، بحيث ينتشر ضوء كل جامعة منها إلى مجتمعها المحيط فنجد الأحياء والمواقع القريبة أو المحيطة بهذه الجامعات وقد أصبحت في مستوى حضاري يتناغم مع مستوى المدن الجامعية العملاقة التي بعضها مشيد منذ سنوات وبعضها في طريقه للاكتمال.




إنني أعتقد أن جامعاتنا السعودية كلها تتوق لأن يتأهل بعض خريجيها للقبول في الدراسات العليا بجامعة –كاوست – وهذا هو المنتظر منها، لكن إلى جانب ذلك نتعشم أن يكون لديها العزم والإرادة في الاقتداء بدار الحكمة في نشر أضواء تطورها الداخلي إلى ما هو قريب من خارج أسوارها مع كل ما يستدعيه ذلك من دعم مادي ومعنوي يحقق هذا الهدف الذي لن يكون صعبا طالما أن الأنموذج ماثل في (ثول).