سيطرت الوثائق التاريخية، التي تعرض للمرة الأولى، على مشاركات الباحثين والباحثات في ندوة الجوانب الإنسانية والاجتماعية في تاريخ الملك عبد العزيز، التي بدأت أمس بجامعة الملك سعود.

وتطرقت أولى الجلسات إلى استضافة الملك عبدالعزيز للثوار الدروز ضد الاستعمار الفرنسي، وقال مدير جامعة الشارقة سابقاً وعضو مجلس الشورى الدكتور إسماعيل محمد البشري، الذي تناول في ورقته محور الملك عبدالعزيز وثورة الدروز: إن كافة المصادر التاريخية لم تشر إلى الدعم الذي قدمه الملك عبدالعزيز للثوار، باستثناء سطور قليلة لا تتجاوز السطرين، أشارت فيها بشكل متواضع إلى ذلك، واستعرض البشري وثيقة تثبت أن أحد قادة الثوار سلطان الأطرش طلب من الملك عبدالعزيز السماح له وأتباعه بالانتقال للطرف السعودي، من الحدود السعودية الأردنية، لدعم الثورة منذ بدايتها، وقد كان الموقف الإنساني، للملك عبدالعزيز الذي رحب بهم في منطقة واقعة بالقرب من القريات، وسمح لهم ببناء بعض المنازل والتنقل بحرية خلال الفترة من يوليو 1927 وحتى يوليو 1932 عندما غادروا عائدين مرة أخرى إلى الأردن.

وقال البشري إن الملك عبدالعزيز استضاف الدروز الثائرين ضد فرنسا في الوقت الذي كان فيه بحاجة إلى اعتراف فرنسا، وقال لهم حينما طلبوا منه المساعدة "أنا رهين رقبتكم، وألبس ما تفصلون".

من جانبه، قال عضو مجلس الشورى محمد رضا نصرالله في ورقته التي تناول فيها محور علاقة الملك عبدالعزيز مع معتمده في القطيف عبدالله بن نصرالله إن الملك عبدالعزيز بعد أن استتب له الأمر، وضم الأحساء في 1913، وأرسل سرية بقيادة عبد الرحمن السويلم، لملاقاة أعيان القطيف، عند أم مريقيب بإمامة زعيم القطيف الديني الشيخ علي الخنيزي، حيث كان الأهالي يتطلعون إلى التمتع بالأمن والاستقرار، وتجنب اجتياحات البادية لحاضرتهم، إذ تناهت إلى أسماعهم عملية ضم الأحساء برغبة أهاليها، فتقدم أعيان القطيف ومشايخها مرحبين بموفد الملك عبدالعزيز، حيث ضمت القطيف إلى مملكته الوليدة، دون إراقة نقطة دم واحدة.

من جانبها استعرضت عضوة هيئة التدريس بجامعة الأميرة نورة الدكتورة دلال بنت مخلد الحربي جانباً إنسانياً من شخصية الملك عبدالعزيز، وقالت إن الملك المؤسس كان يستقبل اللاجئين من كافة المناطق على المستوى الداخلي، في حين أظهرت وثائق تاريخية على المستوى الخارجي، أنه كان يشمل برعايته الأقليات العربية التي لا تملك من يمثلها دبلوماسياً، وتظهر إحدى الوثائق تقدمه بطلب من بريطانيا لرعاية مصالح المهاجرين اليمنيين، حيث كانت اليمن في ذلك الوقت في عزلة خارجية، وترفض إقامة علاقات مع بريطانيا بسبب أحداث سياسية.