خالف أكاديمي سعودي ما هو مستقر علميا حول اكتشاف قارة أميركا على يد الإسباني كريستوفر كولمبوس، وقال إن المسلمين الأوائل وصلوا إلى أميركا قبل كولمبوس. وقال الأستاذ بجامعة تبوك الدكتور عواد الحويطي، الذي كان يتحدث مساء أول من أمس في صالون مسعد العطوي الثقافي بتبوك: لديّ عدد من الشواهد والوثائق تدل على أن المسلمين العرب وصلوا إلى أميركا قبل الأوروبيين وتزاوجوا مع السكان الأصليين في أميركا "الهنود الحمر".
وتحدث الحويطي عن حياة الغرب الأميركي خارج المدن الكبيرة، وبساطتها في الملبس والمأكل والأعمال والمباني، مستحضرا "عيد الغنم " واستخراج وبيع العسل الطبيعي وهواية صيد الغزلان التي تمارس في مواسم معينة بالبنادق وبالسهام، حيث يتفاخر هواة الصيد هناك بربط صيدهم من الغزلان البرية على مقدمة السيارات.
وتباينت آراء الحاضرين حول الأفكار التي طرحها الحويطي في ندوة "متعة الأسفار في زيارة الأمصار" حول الرحالة العرب والرحالة المستشرقين، حيث ذكر بعضهم أن المستشرقين رغم إفادتهم في تسجيل عدد من المواقع والأحداث في الأراضي العربية إلا أن أهدافهم كانت استخباراتية بالدرجة الأولى، ومنهم الرئيس السابق للنادي الأدبي بتبوك الدكتور مسعد العطوي الذي أيد المحاضر في نظرية المؤامرة على الشرق من قبل الغرب، أما الدكتور متعب البقمي فقد نفى نظرية المؤامرة في هذا المجال وقال: فلنتوقف عن التفكير بهذه الطريقة. وخالف البقمي المحاضر الحويطي في نسب كل الإنجازات العلمية القديمة إلى العرب ومنها علم الأنثروبولوجيا الذي نسبه الحويطي إلى العالم أحمد بن فضلان الذي أرسله المقتدر بالله العباسي في رحلة علمية آنذاك.
الحويطي، الذي أطلق عليه نخبة من أكاديميي ومثقفي تبوك لقب "الرحالة" بعد العرض الضوئي المدعم بالصور والتاريخ والوصف لعادات وتقاليد الشعوب في المناطق التي زارها حول العالم، والتي بدأها أثناء دراسته في أميركا لمدة 7 أعوام ثم انتقل إلى روسيا وأوكرانيا وبعض بلدان شرق آسيا، خاض في حديث مستمر عن الأديان والتضاريس والمباني التاريخية وطبيعة الحياة في تلك البلدان. وتحدث عن روسيا التي زار فيها عدة مدن وعن مبانيها التاريخية من مساجد ومنازل وقصور وكنائس، رابطا طراز بناء الكنائس الروسية بالحضارة الهندية قائلا: إن هنالك علاقة قديمة بين الروس والهنود حضارياً، فالاختلاف بين الكنيسة الأوروبية والكنائس الروسية يأتي واضحاً في كون الأخيرة تأتي مزركشة وملونة من الخارج وذات قباب مشابهة للطراز الهندي.
الأستاذ بجامعة تبوك، الدكتور وليد تيمة، دعا الحويطي إلى تأليف كتاب خاص برحلاته ومرئياته وصوره التي اعتبرها تيمة نادرة وقيمة في ذات الوقت.