قلب الرئيس باراك أوباما الطاولة رأسا على عقب، واختط لإدارته استرتيجية أمنية تخالف بشكل تام استراتيجية سلفه جورج بوش، والتي كانت قائمة على الأحادية، وتهميش قوى عالمية أساسية.
فالحرب على الإسلام تحت شعار محاربة الإرهاب أصبحت من الماضي الأمريكي, وحصر أوباما  العدو العالمي في الفترة المقبلة  في تنظيم القاعدة فقط ، مما يسمح له بالإطلالة على القوى الإسلامية التي تختلف مع واشنطن من دون إعلان حرب متبادلة بين الاثنين.
عبر عداوته للقاعدة وتعميم العداء على كل المنظمات الإسلامية في العالم، جند بوش أعداء لأمريكا، لم يكونوا في السابق هكذا. فشعور أي مسلم في العالم، باستعداء أمريكا له، جعله خصما ، لا بل عدوا لهذا الكيان الذي أراده كذلك.
أصبحت المنظمات والحركات الإسلامية التي كانت تعادي الشيوعية خلال الحرب الباردة عدوا لأمريكا، لأن التصنيف الـ"بوشي" وضعها في مصاف منظمات معادية وإرهابية يمكن قتل عناصرها ، وفي أحسن الأحوال اعتقالهم أو منعهم من السفر إلى أمريكا، وتجميد حساباتها المصرفية، لأنها حسب هذا التصنيف، تدين بالولاء لأسامة بن لادن من دون أن تعرفه حتى.
كان لزاما على أوباما أن ينهج نهجا مغايرا للفترة السوداء السابقة في تاريخ العلاقة بين أمريكا والإسلام، وأن يصلح ما أفسدته الإدارة السابقة . ومن هذا المنطلق اعتمدت استراتيجيته الجديدة على إلغاء مصطلح الحرب على الإرهاب،لأن هذه الحرب فُسرت ومُورست في عهد بوش على أنها حرب على الإسلام ليس إلا.