وضع مدير عام الإعلام بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، المتحدث الرسمي، الدكتور عبدالمحسن بن عبدالرحمن القفاري، كثيراً من النقاط المهمة على الحروف، في تعقيبه على مقالنا (الهيئة.. وتحسين الصورة) المنشور في هذه الزاوية بتاريخ 9 / 5 / 1431.
التعقيب الذي وصلني على بريدي الإلكتروني يؤكد أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست كما يصورها بعضنا: جهازاً منوطاً بكبت الحريات الشخصية، أو التسلط على عباد الله، وأن أقل دورية شرطة يمكن أن تقوم بعملها، وأنها جهاز ملائكي لا يقبل النقد!، بل على العكس تماماً يؤكد الدكتور القفاري أن الهيئة لا تضيق بالنقد البناء الذي يتجلى من خلاله "الدور التكاملي بين شرائح المجتمع المسلم وشدّ بعضه بعضاً".
هذا فضلاً عن تأكيد الدكتور القفاري أيضاً أن "الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تواصل العناية باختيار أعضائها من الجامعيين المتخصصين في المجال الشرعي وتعد لهم الدورات التأهيلية والتطويرية المناسبة بشكل دوري للتعاطي على نحو إيجابي في عملهم الجماهيري الذي تكتنفه العديد من المؤثرات والمتغيرات مع جهود رقابية تستهدف الترشيد وإبراء الذمة في القيام بالواجب الشرعي وذلك ما تتكاتف لأدائه إدارات الرئاسة".
وكنت قد ناشدت الرئيس العام للهيئة الشيخ عبدالعزيز الحمين بضرورة طباعة الأبحاث والدراسات التي يتبناها الجهاز أو تصدر عنه لتكون في متناول الجميع، وخاصة الدراسات الفكرية التي تؤكد على الوسطية ومحاربة الغلو والتطرف والإرهاب، ورداً على هذا المطلب قال الدكتور القفاري: "هذا ما عملت الرئاسة بعضه وسيتم أيضاً بإذن الله نشر باقي بحوث الجهاز المتعلقة بتطوير الأداء الميداني ومعالجة الظواهر الضارة ليُستفاد منها".
هذا التفاعل الراقي بين الهيئة والإعلام، واعتبار الهيئة ما يصلها من ملحوظات عبر مختلف وسائل الإعلام "وسيلة هامة من وسائل التطوير والتقويم"، كما قال الدكتور القفاري، يؤكد مرة أخرى أننا لم نقرأ الهيئة جيداً، وأن بعضنا لم يبذل جهداً في سبيل التعرف على الوجه المشرق للهيئة، بقدر ما سعى حثيثاً للبحث عن سلبيات هنا أو هناك، يعتقد - ربما لغرض في نفسه - أنها كفيلة بتشويه هذا الجهاز، الذي حتى إن انحصرت رسالته في الحفاظ على أخلاقيات المجتمع، لوجب علينا الشكر، فضلاً عن واجب الإسهام معه في تحقيق هذا الغرض النبيل!.