يقول الباحث كريم الجندي في كتابه الذي حمل عنوان (صناعة القرار الإسرائيلي.. الآليات والعناصر المؤثرة) إن عوامل وقوى عديدة تتشابك داخل المجتمع الإسرائيلي لتؤدي إلى اتخاذ القرارات وإن الأمر ليس بالضرورة منهجيا منتظما.

وقال الجندي في الحديث عن كتابه المعرّب عن الإنجليزية التي كتب بها "تمثل هذه الدراسة محاولة لفهم عملية صناعة القرار الإسرائيلي وتحديد أهم عناصر القوة والضعف فيها. وهي تسعى بذلك إلى سد ثغرة في الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع من خلال استقراء منظومة العوامل الداخلية والخارجية وتداخلاتها.

"وتحاول الدراسة شرح كيفية تشابك العوامل والقوى داخل المجتمع الإسرائيلي والتي تضغط على آلية صناعة القرار وعلى الطريقة التي تؤخذ بها القرارات المتعلقة بالأمن القومي والسياسة الخارجية. وتتطرق الدراسة إلى طبيعة العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية وكيف تؤثر هذه العلاقة على عملية صناعة القرار الإسرائيلي. وإلى العلاقة بين إسرائيل والمجتمعات اليهودية في الخارج.

"وتتميز هذه الدراسة بأنها تحاول اعتماد مقاربة شاملة لعملية صناعة القرار دون التركيز فقط على عملية صناعة القرار في أثناء الأزمات".

ترجمت كتاب الجندي الذي لم يذكر الناشر جنسيته أمل محمود عيتاني وراجعه الدكتور محسن محمد صالح وصدر عن (مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات) في بيروت وجاء مع مصادره ومراجعه العربية والأجنبية في 271 صفحة كبيرة القطع.

ورد الكتاب في ثمانية فصول وخلاصة ووردت تحت عنوان كل فصل عناوين تفصيلية عديدة. عنوان الفصل الأول كان (الآلية الدستورية) والثاني (القوى والعمليات داخل الجسم السياسي) والثالث (تأثير الجيش والمؤسسات الأمنية على صناعة القرار). أما عنوان الفصل الرابع فكان (دور المستشارين وخزانات التفكير وتأثيرها على عملية صناعة القرار).

الفصل الخامس جاء تحت عنوان هو (تأثير جماعات المصالح على عملية صناعة القرار) وعنوان الفصل السادس كان (العلاقة مع الولايات المتحدة وتأثيرها على عملية صناعة القرار). حمل الفصل السابع عنوانا هو (العلاقة مع المجتمعات اليهودية خارج إسرائيل) أما الفصل الثامن فعنوانه (صناعة القرار في الحكومة).

وتحت عنوان (الخلاصة) عنوانان فرعيان هما (البراجماتية في مواجهة الإيديولوجيا) و(عوامل القوة والضعف).

المقدمة استهلت بكلمة لوزير خارجية أميركي سابق وشخصية يهودية كبيرة هي هنري كيسنجر. قال كيسنجر "ليس لإسرائيل سياسة خارجية وإنما سياسة داخلية فقط".

وفي الفصل الذي حمل عنوان (الخلاصة) يقول الكاتب "يعد المزج بين الإيديولوجية والواقعية السياسية أو البراجماتية أحد أهم خصاص صناعة القرار في إسرائيل ويرى بعض المتخصصين مثل رايموند كوهين بأن هذه الازدواجية مضافا إليها التوازن الجيد بين صناع القرار الإسرائيليين غالبا ما تجعل مختلف العناصر السياسية والقوى الخارجية وقيود البيئة المحيطة على جهة والإيديولوجيات السياسية على الجهة الأخرى".

ويضيف "ومن الأمثلة على سياسة البراجماتية قيام صناع القرار الإسرائيليين باستغلال البيئة المحيطة بهم بحثا عن فرص التعاون مهما كان هذا التعاون جزئيا أو غير رسمي. وقد حاول الإسرائيليون استطلاع العديد من القنوات التي يمكنهم التحرك من خلالها لتحقيق أهدافهم. مثل السلاح والعمل الاستخباراتي والمساعدات النفطية والمساعدة العسكرية والحرب.