كشف الرئيس السوداني عمر البشير عن وجود مجموعات تكفيرية متشدِّدة أنشأت تنظيماً باسم "القاعدة في بلاد النيلين" في الخرطوم، وأن أنصارها تلقوا تدريبات عسكرية في الصومال والعراق وبدأوا في تصنيع أسلحة ومتفجرات وصواريخ باسم "الظواهري" وأن أول أهدافهم تمثل في تصفيته ونائبه الأول ومدير أمنه السابق. وقال في لقاء تلفزيوني إن المجموعة صغيرة نسبياً وتتكوَّن من نحو 50 إلى 70 شخصاً. وقد أدارت جهات حكومية حواراً معهم واستطاعت إقناع كثيرين منهم بالتخلِّي عن نهج التشدُّد والتكفير. وأكد على عدم الاستهانة بمثل هذه المجموعات التي يمكن أن تشكِّل تهديداً لأمن المجتمع.
من جهة أخرى لم يستبعد البشير عودة الحرب بين بلاده ودولة الجنوب، وقال إن توتر العلاقات بين الدولتين يجعل الأجواء أقرب للحرب منها للسلام. واتهم جوبا بالخضوع لضغوط قوى أجنبية لديها أجندة خاصة، وأنها تتوقع سقوط الحكومة في الخرطوم بعد شهرين من إيقاف ضخ النفط. وعزا قرار إغلاق آبار النفط إلى عدم وعي الحكومة الجنوبية باحتياجات مواطنيها. وأضاف البشير أن السودان سيأخذ حقه من النفط عيناً إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق شامل، مؤكداً في الوقت نفسه أن بلاده لن تبادر بالحرب إلا إذا فرضت عليها ولم يكن هناك بديل، وأنها لن تغير منهج البحث عن السلام عبر التفاوض، متهماً من قال إنها "قوى ضغط في أمريكا ومجموعات اللوبي الصهيوني وبعض المنظمات وإسرائيل" بتشجيع الجنوب على الاستمرار في اختلاق الأزمات.
في سياقٍ منفصل أكدت الحركة الشعبية لتحرير السودان أنها تدرس كيفية تسليم 29 عاملاً صينياً احتجزتهم في ولاية جنوب كردفان. وقال المتحدث باسمها أرنو تالودي "نبحث حالياً عن وسيلة للإفراج عن هؤلاء العمال وتحديد موعد لإطلاق سراحهم والطرف الذي سنسلمهم له". وكانت الخارجية الصينية قد أرسلت وفداً لمتابعة الإفراج عن العمال. وعاد الوفد أمس من جوبا بعد أن طالبوا مسؤولي الجنوب ببذل مزيدٍ من الجهود لإطلاق سراحهم.