سادت حالة من الهدوء الحذر في معظم أنحاء مصر، عقب الاشتباكات التي أعقبت أحداث إستاد بور سعيد الدامية، مما تسبب في وقوع 12 قتيلاً بينهم 5 في محافظة السويس بحسب إحصائيات وزارة الصحة. وما زالت الاشتباكات تتجدَّد من وقت لآخر وسط إلقاء حجارة من جانب المتظاهرين، فترد عليها الشرطة بالقنابل المسلية للدموع.
وساد الهدوء الشوارع المحيطة بوزارة الداخلية بعدما نجحت جهود عدد من أهالي المنطقة بالتعاون مع مئات المتظاهرين بميدان التحرير في تكوين دروع بشرية متعدِّدة الصفوف تشابكت أياديهم وأجبروا قاذفي الحجارة على التراجع للخلف وتكوين منطقة عازلة بين المتظاهرين وقوات الأمن. كما بدأ عدد من المتطوعين في رفع المخلفات وحطام الزجاج والأخشاب والكتل الأسمنتية المتناثرة في الشوارع. وفي ميدان التحرير سادت أيضا حالة من الهدوء، وخرجت مسيرات صغيرة تجوب أنحاء الميدان للمطالبة بتطهير الإعلام وسرعة تسليم السلطة للمدنيين. والتحقيق في أحداث بور سعيد ومحاسبة المسؤولين والمقصرين وتقديمهم للمحاكمة العاجلة.
إلى ذلك اتهم النائب من حزب "الحرية والعدالة" محمد البلتاجى أمام اجتماع لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب أمس "جهات داخل وزارة الداخلية بالإضافة إلي رجال أعمال بتجنيد بلطجية لإثارة الفوضى في البلاد".
من جانبه أكد مساعد أول وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين أن الأمن لن يتحقق بجهود الشرطة فقط، وأن كل مواطن مسؤول عن أمن البلد، وقال أمام لجنة الدفاع والأمن القومي "هناك دول إقليمية ودولية لا ترغب في أن تقف مصر على قدميها. البلاد مستهدفة وكلنا ندرك ذلك وهناك عدم استقرار سياسي ينعكس بدوره على الأمن والمجتمع". وطالب جميع المواطنين بالتزام الهدوء والعودة إلى منازلهم ومساعدة السلطات في الإبلاغ عن أي مشتبه به.