أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز أن ما صدر من قرارات حازمة من قبل الدولة حول سرقة الآثار أو تهريبها خير دليل على حرص القيادة الرشيدة على أهمية الحفاظ والتوعية بالآثار والتراث الوطني، مشيرا إلى أن القطع الأثرية تعد اليوم مصانة بحكم النظام، وهناك عقوبات صارمة لمهربي الآثار والمحتفظين بها بطرق غير شرعية، خصوصاً أن الآثار تعد ملكية عامة لا يسوغ لأحد الاحتفاظ بها.
وأبان الأمير سلطان في مؤتمر صحفي أن الهيئة بذلت في الفترة الأخيرة جهودا كبيرة لاستعادة قطع أثرية إلى المملكة، مشيرا إلى استعادة نحو 14 ألف قطعة أثرية من خارج المملكة، من بينها قطع خرجت خلال الاستكشافات وقدوم الخبراء إلى المملكة، وأخرى مضى على اختفائها عشرات السنين. وجدد التأكيد على أهمية إبلاغ المواطنين عن الآثار وعدم تحريكها من مواقعها، وأن يبلغوا الهيئة، سواء بالاتصال بفروع الهيئة الموجودة عبر أرقام التواصل بها في موقع الهيئة على الإنترنت(www.scta.gov.sa)، أو بالاتصال بالخط المباشر 8007550000، مؤكدا أن المعلومات ستعامل بسرية تامة. وجدد الأمير سلطان دعوته لمن لديهم مجموعات أثرية تخص المملكة في داخل المملكة أو خارجها إلى التعاون مع الهيئة في إعادتها والمشاركة بها في معرض الآثار الوطنية المستعادة في المتحف الوطني بالرياض الذي تنظمه الهيئة السبت المقبل تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، بالتزامن مع نشاطات المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 27 "، مؤكدا أن ذلك يمثل عملا وطنيا يسهم في خدمة تراث المملكة وحضارتها.
وثمّن الأمير سلطان الرعاية الكريمة من الملك للتراث الوطني والعناية بالمخزون الحضاري الذي تزخر به المملكة، ولقطاع الآثار الذي يشهد التفاتة كبيرة في هذا العهد الزاهر. وبين في تصريح صحفي أن تنظيم المعرض يأتي انطلاقا من أهمية استعادة القطع والمجموعات الأثرية الوطنية التي نقلت إلى خارج المملكة أو التي لدى المواطنين في الداخل بطرق مختلفة، بوصفها جزءا مهما من التراث الوطني الأصيل. وأعرب الأمير سلطان عن تقديره للمواطنين الذين أعادوا طواعية ما لديهم من قطع أثرية للهيئة، مشيرا إلى أن مبادرتهم تجسد وعيهم بأهمية هذه الآثار وقيمتها العالية، وضرورة أن يتم حفظها في مكانها الصحيح وعرضها في متاحف المملكة والتعريف بها، إضافة إلى حفظها وإجراء الدراسات البحثية عليها.
يذكر أن الهيئة العامة للسياحة والآثار أكملت تحضيراتها للمعرض، حيث تم تجهيز أكثر من 14.000 قطعة أثرية من القطع التي تمت استعادتها لعرضها في صالة العرض، كما تم الإعداد لندوة عالمية عن استعادة الآثار تقام على هامش المعرض ويشارك فيها عدد من الخبراء الدوليين والمحليين، إضافة إلى ورشة عمل عن الآثار المستعادة من الداخل، بهدف إبراز دور المملكة واهتمامها بهذا الجانب وتنمية الوعي الفكري والمعرفي بين شرائح المجتمع والتوعية بأهمية وقف العبث والتعدي على المواقع الأثرية. وستكرم الهيئة الشخصيات والجهات المشاركة في إعادة قطع أثرية للهيئة، ومن ضمنهم شخصيات تمت دعوتهم من خارج المملكة ممن سلموا قطعا أثرية سعودية.
كما تتزامن مع المعرض فعاليات توعوية في المقر المخصص للهيئة بالجنادرية ومتحف المصمك وبقية متاحف المملكة، كما سيتم تنظيم فعاليات توعوية مصاحبة في المدارس والجامعات والمراكز التجارية من خلال فروع الهيئة في المناطق، بداية من الاثنين 21 ربيع الأول 1433هـ، في الجامعات المشاركة ولمدة أسبوع، وذلك من خلال المعارض التوعوية والمحاضرات التثقيفية.
وتتضمن الفعاليات معارض توعوية في عدد من المدارس في مناطق المملكة لمدة أسبوع، وكذلك في المراكز التجارية، بينما تستمر الفعاليات في متحف المصمك والمتاحف الرئيسية لمدة شهر.