لأكثر من عقدين من الزمان ما تزال حدائق حي عودة المسماة "الشعب الأحمر" و"شعب الدهون" الواقعة وسط أحياء الطائف تراوح مكانها بين نسيان الأمانة لرعايتها وتضرر القاطنين بالحي من آثارها السلبية، إذ تقع في الحي على مساحة كبيرة مترامية الأطراف لتشكل بأشجارها وأغصانها وحشائشها غابة تزرع الخوف في نفوس الساكنين.
واعتبر ثامر علي الثقفي أحد سكان الحي, أن ما آلت إليه الحديقة من سوء وإهمال جعلها مقصدا للتجمعات المشبوهة بالليل لكثافة الأشجار فيها وسهولة التخفي.
وأعرب حسن القرشي أحد قاطني الحي عن دهشته لما آلت إليه الحدائق, فلا حواجز حولها تعزلها من دخول السيارات والتعدي على أجزاء من مساحاتها المخصصة للمواطن، كما أن جميع أجزاء الحدائق لا يتواجد بها أي نوع من الإضاءة فتصبح بالليل مع كثافة أشجارها كتلة من السواد وسط الحي.
وتذكر شرف الشريف أيام سابقة جاء خلالها طلاب المدارس لزراعتها ومن حينها لم نر للأمانة أي خطوات تأهيلية للحدائق وإعادة الحياة لها من جديد بإزالة الأشجار والشجيرات والحشائش التي كستها في كل مكان، وتركيب ألعاب للأطفال وأماكن جلوس للأسر التي تقصدها كي تقضي أوقات ممتعة.
وقال حسن القرشي إن الحدائق أصبحت متنفسا للعمالة المتخلفة التي تختبئ بها ليلا وتتخذ منها مكانا للإقامة، ويتابع القرشي أن هناك ما ينبئ بكارثة كبيرة قد يروح ضحيتها أطفالنا أو السيارات العابرة على جنبات الحدائق فقد قامت الأمانة قبل فترة ليست بالقصيرة بحفر عدد من الحفر يصل عمقها لأكثر من 12 مترا وتتراوح أطوالها بين 10-و15 مترا وعرضها 10-12 مترا وبالعمق توجد أسياخ الحديد المسلح على قاعدة مصبوبة من الأسمنت تشبه السكاكين ولا توجد حولها حواجز بل مفتوحة ولا يوجد ما يشير إلى وجود حفرة بهذه الخطورة التي تمتلئ مواسم الأمطار فتصبح بركا قد تزهق معها أرواح الأبرياء من الأطفال والشباب إضافة إلى أنها تعتبر مصيدة كبيرة للعابرين لها نهارا.
من جانبه, أوضح الناطق الإعلامي بشرطة محافظة الطائف المقدم تركي الشهري لـ"الوطن" أن جزءا من الواجب الأمني المنوط بأفرع أجهزة الأمن العام المختصة بالمحافظة يتطلب الرقابة الأمنية على المرافق العامة كالحدائق والمتنزهات، وترصد الدوريات الأمنية ودوريات التحريات والبحث الجنائي أي ملاحظة أمنية أثناء عملها بالميدان أوعند ورود أي