لا شك أن ما أوردته صحيفة "الجارديان" البريطانية مؤخرا سيشكل سندا بيد القادة العرب ضد إسرائيل.
فلا يمكن لشمعون بيريز أن يلحس توقيعه عن وثائق أبرمها عام 1975 مع جنوب إفريقيا تؤكد استعداد تل أبيب بيعها صواريخ تحمل رؤوسا نووية.
ولا يستطيع بيريز بعد 35 سنة أن يقنعنا أن توقيعه على هذه الوثائق كان لاستيراد المانجو من جنوب إفريقيا أوتزويدها بالفوسفات!
يعلم جميع العرب أن بيريز هو أبو القنبلة النووية الإسرائيلية منذ أن عمل في وزارة الدفاع الإسرائيلية في بداية خمسينيات القرن الماضي ، وأنه هو من سعى لدى فرنسا لإنشاء مفاعل ديمونة في النقب، بعد أن أبرم صفقة طائرات الميج مع باريس.
تبدو الوثائق التي كشفتها الـ"جارديان"غيضا من فيض الاتفاقات التي أبرمتها إسرائيل أو حاولت إبرامها مع الخارج ، سيما وأن الدولة العبرية توغلت كثيرا في إفريقيا، في ظل التقاعس العربي عن الغزو الاقتصادي والثقافي للقارة السمراء التي يربطها بالعرب أكثر مما يربطها بإسرائيل.
ولأن أبناء المنطقة وشعوبها يسعون إلى جعلها منطقة خالية من السلاح النووي، وكما كانت نية طهران امتلاك السلاح الذري حافزا لطرح ملفها على أعلى المستويات الدولية، في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن ، والدعوة لفرض عقوبات على طهران لعدم امتثالها للقانون الدولي، فإن الفرصة اليوم سانحة لوضع إيران وإسرائيل في سلة واحدة، خاصة أن نكران إسرائيل لامتلاكها السلاح النووي لا يغير في المعادلة شيئا، كما أن الوقائع والوثائق لا تتحدث عن أموات.