فيما تتواصل الجهود للتوصل إلى توافق من أعضاء مجلس الأمن حيال الأزمة السورية، فإن صيغة جديدة طرحت للتداول مساء أول من أمس في نيويورك تخاطب المخاوف الروسية من أن يكون الاتفاق على القرار، مقدمة للتدخل العسكري في سورية. وتم إدراج نصوص من مشروع القرار الذي قدمته روسيا في مشروع القرار العربي – الأوروبي الذي يقضي بإبعاد الرئيس بشار الأسد عن السلطة وتسلم نائبه مهام الحكم وتشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كافة مكونات البلاد وتياراتها السياسية.
وكانت التصريحات الروسية قد أفادت بأن موسكو سترفض أي قرار يمكن أن يتضمن ثغرة تتيح لحلف شمال الأطلسي التدخل في سورية. وتمت إضافة عبارة إلى مقدمة القرار تنص على أن "من الضروري حل الأزمة الراهنة في سورية سلميا". وفيما اعتقد كثيرون أن تلك الصيغة تكفي لمخاطبة الاعتراض الروسي، فإن سفير موسكو في الأمم المتحدة فيتالي تشيركين واصل رفضه مما أسفر عن إضافة عبارة أخرى تنص على "أنه لا يوجد في هذا القرار ما يمكن أن يدعو أي دولة لاستخدام القوة أو التهديد باستخدامها".
ودخلت عملية المفاوضات التي تتسم بصعوبة خاصة بعد تلك الإضافة مرحلة أخرى في دلالة على أنه لا يزال هناك أمل بتليين الموقف الروسي بعد الضغوط الهائلة التي تواجهها موسكو في الأمم المتحدة. وكانت موسكو قد تلقت تطمينات من قادة المعارضة السورية على أن مصالحها لن تتأثر سلبا في مرحلة ما بعد بشار الأسد. فضلا عن ذلك فإن مفاوضات جانبية أميركية – روسية تواصلت أيضا لوضع ضوابط تطمئن موسكو إلى أن موقعها الخاص في سورية لن يتراجع بعد سقوط النظام. وقال معلقون أميركيون إنه ليس لدى موسكو أي أمل في الإبقاء على مصالحها على أي حال إذ إن الجميع يدركون أن النظام السوري سيسقط في نهاية المطاف إن عاجلا أو آجلا وإن على روسيا أن تسعى إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه بتغيير موقفها والحصول على أفضل ضمانات يمكن لها أن تحصل عليها كمقدمة للوقوف في صف الإجماع الدولي. وتشهد واشنطن الآن تحركا يدعو "لإهمال مجلس الأمن" والتدخل لإنقاذ أرواح السوريين إذا ما فشلت الجهود الدولية لإقناع موسكو بالتزام موقف يراعي حماية المدنيين السوريين. بيد أنه من المستبعد أن ترضخ إدارة الرئيس باراك أوباما لتلك الضغوط بسبب التزامها السابق بصيغة دولية جماعية.
في غضون ذلك اقتحمت دبابات وناقلات جند مدرعة بلدة الجيزة بريف درعا أمس وبدأت بإطلاق نار باتجاه المنازل"، بحسب المرصد الذي أشار إلى أن "القوات السورية أحرقت عشرات الدراجات النارية". وأكدت لجان التنسيق المحلية وقوع "العديد من الجرحى في سقوط قذائف على بلدة الجيزة أثناء اقتحامها".
وأضافت أن "مدرعات للجيش انتشرت داخل البلدة حيث كان هناك محاولة اقتحام البلدة من أربعة محاور وإطلاق نار من مضادات طيران فيما جرى قطع الكهرباء والاتصالات". وفي ريف دمشق، وقعت "انفجارات هزت قرية تلفيتا التي تشهد منذ أيام عمليات عسكرية واسعة تسعى السلطات خلالها إلى القضاء على من تسميهم جماعات مسلحة إرهابية".