أبدى حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الرئيس المنتهية ولايته علي عبدالله صالح تشدداً حيال ضرورة تطبيق المبادرة الخليجية من قبل كافة الأطراف قبل الانتخابات الرئاسية المبكرة في 21 فبراير الجاري، ومهدداً بعدم إنجاح الانتخابات. واستغرب قيادي في الحزب ما أسماه "عدم متابعة الوسطاء من الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي والأصدقاء للأحداث والتطورات ومستوى التزام كل طرف بتنفيذ ما يخصه في المبادرة وآليتها التنفيذية، خاصة بعد قيام المؤتمر الشعبي وحلفائه بتنفيذ ما يخصهم، بينما الطرف الآخر لم ينفذ سوى تسمية رئيس الحكومة والوزراء". وأوضح القيادي بالمؤتمر أن "الوضع لا يزال كما كان عليه قبل التوقيع على المبادرة إن لم يكن أسوأ إلا من بعض الرتوش التي أخفت بعض المظاهر المسلحة لدى أمراء الحرب في الحصبة وصوفان والفرقة والتي انتقلت من الشوارع الرئيسة إلى الشوارع الخلفية، فيما زادت الخنادق وارتفعت المتاريس علوا وليس إزالة".
وأوضح "إذا ما استمر الحال على ما هو عليه ولم تنفذ التزامات الطرف الآخر فعن أي انتخابات رئاسية يجري الحديث في ظل غياب أمني مطبق وحصار على صنعاء التي تعيش حالة تشطر غير مسبوقة، واستمرار انقطاع التيار الكهربائي وانعدام المشتقات النفطية والفوضى في المؤسسات". وأكد أن "المؤتمر بكل قياداته وقواعده سيتخذ قراراً حاسماً إن لم يعمل الأصدقاء والأشقاء على إنقاذ المبادرة الخليجية بدون تجزئة قبل 21 فبراير". إلى ذلك أكد مصدر في قوات الحرس الجمهوري، التي يقودها النجل الأكبر للرئيس صالح أن قوات الحرس أخلت 25 موقعاً في صنعاء بموجب توجيهات نائب الرئيس عبدربه منصور هادي واللجنة العسكرية. وشملت المواقع مباني مؤسسات حكومية وشوارع رئيسة كانت توجد فيها قوات الحرس الجمهوري خلال الأزمة المستمرة في البلاد منذ نحو عام.
إلى ذلك منع غاضبون من أنصار الرئيس صالح صحيفة "الثورة" الرسمية من الخروج من مبنى الصحيفة بغرض توزيعها، وهي التي تصدر منذ نحو خمسين عاماً، وذلك بعد أن حذفت الصحيفة نافذة لأقوال الرئيــس صالح تحت عنوان "إضاءة"، بالإضـافة إلى تغييب أهداف الثورة الستة. وحاصر أكثر من 400 شخص وهم يحملون الهراوات، مبنى المؤسسة في منطقة الجراف، ومنعوا دخول وخروج العاملين فيها قبل أن ترضخ قيادة الصحيفة لإعادة الأهداف الستة إلى واجهة الصفحة الأولى، فيما تم إلغاء إضاءة صالح من عددها الصـادر على موقعها الإلكتروني.