تسارعت جهود الوساطة الدولية بين دولتي السودان لمساعدتهما على الوصول إلى حلٍ دائم لمشكلة عبور النفط الجنوبي عبر الشمال. وأبدت روسيا استعدادها للمساعدة في هذا الشأن، وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي يزور الخرطوم حالياً عقب لقائه الرئيس السوداني عمر البشير ووزير خارجيته إن بلاده حريصة على دعم الخرطوم لحل قضاياها مع جوبا تحت مظلة الوساطة الإفريقية. وفي ذات السياق جدَّد المبعوث الصيني ليو قوي حرص بلاده على استقرار العلاقة بين دولتي السودان، وذلك بعد لقاءات أجراها مع وزير الخارجية علي كرتي أمس بالخرطوم ورئيس دولة الجنوب سلفاكير في جوبا. ودعا الجانبين لتقديم تنازلات حقيقية حتى يتمكنا من حل القضايا العالقة بينهما.

من جهة أخرى حذرت الحكومة السودانية نظيرتها الجنوبية من مغبة تخريب منشآتها النفطية وبالذات خط الأنابيب ومنشآت المعالجة التابعة لها، واعتبرت ذلك خطاً أحمر. وطالب المتحدث باسم وزارة الخارجية العبيد أحمد مروح حكومة الجنوب بضبط الأمن في حدودها ومنع المتفلتين من الإقدام على المساس بخط الأنابيب، وحملها المسؤولية عن ذلك في حالة حدوثه.

وفى سياق أزمة الرهائن الذين اختطفوا بولاية جنوب كردفان هوَّنت الخرطوم من استدعاء الخارجية الصينية للقائم بأعمال سفارتها ببكين مرتين خلال الأسبوع الحالي، ووصفت الخارجية الإجراء بأنه "عادي ويعبر عن حرص الصين على سلامة رعاياها، ولا يعتبر احتجاجاً"، مؤكدة استقرار العلاقة بين الدولتين. وكانت الصين قد وجَّهت تحذيراً لحكومة الجنوب وطالبتها بعدم إقحام مواطنيها في خلافها مع الخرطوم. كما التقى سفيرها في إثيوبيا رئيس الحركة الشعبية مالك عقار وأمينها العام ياسر عرمان ونقل لهما احتجاج بلاده على عدم احترام الحركة لرعاياها وطالب بالإفراج الفوري عنهم، ووعدت الحركة بإطلاق سراح المختطفين ولكن بترتيبات أمنية.