الملك عبدالله وضع يده على الجرح فبرأ.. بهذه الكلمات ثمن السفير السوداني في المملكة عبدالحافظ محمد، الجهد الكبير الذي قام به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في احتواء أزمة دارفور.
وقال السفير إن اهتمام المملكة بالأشقاء من العرب والمسلمين ليس جديدا بل هو امتداد لأجيال سابقة فمنذ نشأة المملكة وهي سباقة لمساعدة إخوانها وعند حدوث الملمات تجد المملكة في الصدارة دائما، وأضاف "في حالة السودان فالوضع أضعاف مضاعفة، إذ لم تغب المملكة عن الذهنية السودانية وارتبط اسمها بكل ما هو خير وإنساني حتى أصبحت مضرب المثل حتى للبسطاء من الناس".
جسر جوي
ما إن طفت أزمة إقليم دارفور على السطح، حتى أفردت المملكة أشرعتها نحو الإقليم المنكوب وأعلنت عن جسر جوي بلغت رحلاته إلى المناطق المنكوبة والمتضررة 43 رحلة طيران، وهو أكبر جسر جوي في تاريخ السودان.
وشملت المساعدات شتى الاحتياجات ابتداء من الغذاء والدواء وحتى تمليك المحتاجين مشاريع إنتاجية تعينهم على تحسين أوضاعهم في المستقبل، وهذا يعني أن المملكة لم تكتف بتخدير موضع الألم وإنما سعت إلى إنهاء المعاناة بالكامل حتى يعم الاستقرار.
وأضاف: ما قدمته المملكة لن يستطيع أحد حصره مهما اجتهد، فكثير منه تم في الخفاء، وما ظهر هو القليل، فقد قامت الإغاثة السعودية بتقديم دفعة أولى عاجلة لدارفور تمثلت في 6 طائرات حملت 61 طناً من المساعدات الإغاثية شملت الخيام والبطانيات والأدوية ومواد غذائية متنوعة، ثم بدأ الجسر الجوي المنتظم حيث بلغ عدد الرحلات الجوية 43 رحلة وبلغ إجمالي المساعدات التي نقلها الجسر الجوي 1500 طن من المساعدات الغذائية والإغاثية؛ مما ساهم في تخفيف معاناة النازحين، وعندما تعرضت مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور للأمطار والسيول سارعت المملكة كعادتها إلى احتواء الموقف وقامت على الفور بتوزيع كميات كبيرة من الخيام والبطاطين والمشمعات، إضافة إلى توزيع كميات من المواد الغذائية على المتضررين وصلت من المملكة على شكل سلال غذائية، وتكفي السلة أسرة مكونة من 6 أفراد لمدة أسبوع، وشمل التوزيع حتى المرضى بمستشفيات الفاشر ونيالا والجنينة، وكذلك سكان القرى المحتاجين الذين ظلوا في قراهم.
إفطار صائم
وواصلت المملكة الدعم غير المحدود فقد حل شهر رمضان بخيره على السكان إذ سارعت الإغاثة السعودية إلى إطلاق مشروع إفطار الصائم، حيث تم توزيع 40 ألف سلة غذائية.
وليس هذا كل شيء فقد واصل خادم الحرمين عطاءه وخيره للمحتاجين، وأصدر توجيهاته بفتح فرع للهلال الأحمر السعودي في دارفور حتى يكون العطاء مستمرا، وبالفعل أمر رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الأمير فيصل بن عبدالله، بسرعة التنفيذ وباشر الهلال الأحمر عمله فكان البلسم الشافي للأزمة برمتها، واستحوذ على معظم العمل الإنساني في المنطقة.
من جانبه عبر رئيس جمعية الهلال الأحمر السوداني الدكتور حسين سليمان أبو صالح عن شكر السودان وتقديره لما تقوم به المملكة، قائلا إن الاهتمام الخاص من خادم الحرمين الشريفين بالسودان وآهله، هو من شيم الملك عبدالله الذي ما فتئ يقدم الخير للجميع حتى ارتبط اسمه في الأذهان بعمل الخير ومساعدة المحتاجين.
وأكد أبوصالح تسلمهم الدفعة الثالثة من سيارات الإسعاف المهداة من حكومة خادم الحرمين الشريفين وعددها 30 سيارة وقام بتسليمها الأمير عبدالله بن فيصل آل سعود مدير العلاقات الدولية بهيئة الهلال الأحمر السعودي.
وقال أبوصالح إن هذه الإسعافات هي تكملة لما تم إرساله سابقا لولايات دارفور وهي مكملة للخدمات الصحية التي يديرها الهلال الأحمر السعودي والتي بلغت 21 مركزا صحيا في كل ولاية و21 محطة مياه، منوها إلى أن الهلال الأحمر السعودي يسهم في تغطية احتياجات ما يقارب من 30% من احتياجات دارفور.
واشار إلى أن عدد المستفيدين من المشروع يبلغ 800 ألف مواطن من ولايات دارفور، حيث تم إنتاج 3 ملايين متر مكعب من المياه بالإضافة إلى المشاريع الأخرى التي تم تنفيذها في بعض القرى للعودة الطوعية.
كما أعلن عن إنشاء عدد من المراكز الصحية سيتم تنفيذها للمرة الأولى وستقدم خدماتها لأهالي دارفور إضافة إلى عدد من محطات المياه.
وأفاد أن المشاريع التي قدمت بولايات دارفور والتي شملت تشغيل عدد 7 مراكز صحية بولاية غرب دارفور ومحطات المياه، وهي محطة مياه ديسة بعدد 3 آبار تقع في الجزء الغربي و9 آبار بشمال غرب محلية الجنينة وآبار بزالنجي، وتشغيل عدد 7 مراكز بجنوب دارفور وعدد 7 محطات مياه وتشغيل 7 مراكز صحية بشمال دارفور وعدد 7 محطات في معسكرات النازحين بولاية شمال دارفور.
خدمات إغاثية
وامتد العون إلى المحتاجين في ولاية جنوب كردفان وخصص لها رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي مبلغ مائة ألف دولار سلمت للهلال الأحمر السوداني لمساعدته في تقديم الخدمات الإغاثية والإنسانية لمحتاجيها هناك. فضلاً عن ذلك تم تسليم 12 سيارة إسعاف مجهزة، كما تم تأهيل مركز المعاقين بالفاشر وتزويده بالأدوية والأسرة ومستلزمات المعاقين، كما جرى تنفيذ برامج تعليمية بعد المسح الميداني على المدارس، إذ أعيد ترميم وتأهيل 26 مدرسة بالفاشر وأخرى بنيالا، وإنشاء مراكز تدريب لجمعية الهلال الأحمر السوداني ومراكز للتدريب النسائي، والتعاون في تنفيذ برامج محو الأمية.
وفي الجانب الاجتماعي قام المكتب الإقليمي بتمليك الأسر الفقيرة والمحتاجة مشروعات صغيرة استفادت منها 3160 أسرة، ومن أهم المشروعات والبرامج إجراء دراسة لحفر آبار مياه جديدة وتأهيل الآبار القديمة، وقد تم حفر وإعادة تأهيل 23 بئراً في السودان وتشاد، وإرسال 8 محطات تحلية مياه.
وامتدت مظلة المساعدات الإغاثية والإنسانية لتغطي اللاجئين السودانيين في تشاد بالتنسيق مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الجوانب الصحية والإغاثية والغذائية.
محطات مياه
وقال المدير التنفيذي للمكتب الإقليمي لهيئة الهلال الأحمر السعودي بالسودان الدكتور معلا عليان الجابري، إن الهيئة باشرت بالفعل نشاطاتها في هذا المجال وذلك بتشغيل ثمانية مراكز بولايات دارفور الثلاث بالإضافة إلى 12 محطة مياه خمس منها بولاية شمال دارفور وثلاث بجنوب دارفور وأربع بغرب دارفور.
وبين أنه تم تشغيل جميع محطات المياه بمعسكر أبو شوك حيث أصبح الهلال الأحمر السعودي هو المشغل لجميع محطات المياه بالمعسكر، بجانب مركز السلام أحد أكبر المراكز بولاية شمال دارفور.
كما تم تشغيل مراكز بجنوب دارفور وهي سكلي وكرم الحلة وبليل وفي الجنينة تم تشغيل مركز أم القرى والثورة بالإضافة إلى محطات المياه، وأضاف أن الخطة التي وضعتها الهيئة لعملها كانت في البداية كإغاثة عاجلة، مبيناً أنه تم إنشاء ستة محطات مياه في ولايات دارفور الثلاث وبدأ العمل الفعلي فيها كمحطات نموذجية تم تصميمها بمعايير عالمية لضمان تقديم خدمات مياه الشرب للمواطنين بصورة جيدة. كما تم إعادة تأهيل لبعض المراكز.