عرف عن الأمير خالد بن عبدالله أنه شخصية لا تحب الظهور كثيراً عبر وسائل الإعلام المختلفة، رغم أنه مطلوب من الإعلام، وقد لمست ذلك بنفسي، بل هناك بعض الصحف المتخصصة تربط عددها الأول بحوار معه.
هذه الصفة لوحدها فقط، تعطينا انطباعاً عن هذه الشخصية الفريدة في زمن البحث عن الظهور، واتخاذ بعض المنتسبين للوسط الرياضي الإعلام وسيلة لتحقيق بعض غاياتهم.
سألته يوماً: لماذا ترفض الظهور إعلامياً، وأنت الشخصية الرياضية المرموقة، وصاحب التاريخ الرياضي الطويل، فردّ بكلمة واحدة بليغة "إذا لم يكن لدي ما أقوله فلن أقبل إجراء أي حوار مع أي وسيلة إعلامية". إذا كان هذا هو خالد بن عبدالله ـ نجل الملك ـ ،وأكبر أبنائه، يرفض أن تكون المكانة الاجتماعية هي طريقه للشهرة، وزيادة رصيده منها، فكيف وماذا نقول عن "سباق الجري" الذي نشاهده يومياً لرؤساء أندية وبعض الشرفيين الذين جعلوا من تسديدهم للعضوية الشرفية مدخلاً لارتفاع أصواتهم، وكثرة احتجاجاتهم، وتنوع ظهورهم. يقول الأمير خالد "تعلمت من خادم الحرمين الشريفين احترام الآخرين، وأنه "حفظه الله" وجه أبناءه، بأن صفة الإمارة التي اكتسبوها لن تكتمل إلاّ باحترام الآخرين والتواضع، وأن الأمير الحقيقي بأخلاقه، وليس بالمسمى فقط". إنه منهج حياة، وكذلك عرفت الأمير خالد بن عبدالله، فأنت تشعر وأنت بجانبه، أنك أمام مواطن عادي، يرفض البهرجة، متواضع أكثر من تواضع بعض المواطنين العاديين، لا يسبقه هيلمان، أو جيش من المرافقين وقت وصوله، صريح، وواضح، وصادق، وفوقها مجامل.
بالله عليكم، رجل يحمل كل هذه الصفات، يمكن أن يكون ديكتاتورياً، أو قامعاً للآخرين؟، أم إن المشكلة ترتبط ارتباطاً كبيراً بمروجي هذه الشائعات، لأنهم لا يملكون شجاعة المواجهة، وليس لديهم الثقة في أنفسهم، ويميلون للمكابرة وقلب الحقائق، مستغلين طيبة وطبيعة ومنهج الأمير خالد، الرافض لأسلوب التحدي والتشهير.
ولو كان الأمير خالد أحد "مواطني الأهلي"، وأعني هنا بعض من يحملون العضوية الشرفية، التي جاءت لأحدهم في "سن متأخرة"، لفتح كل الملفات، ووضع كل واحد منهم في حجمه ومكانته الطبيعية، وأولهم هذا الذي لا يعرف موقع النادي الأهلي، ولكنه يعرف أين تكون مقرات الصحف، والإذاعة. ورغم أن الحوار لم يكن أهلاوياً خالصاً، بمعنى أنه لم يتعمق في شؤون الأهلي بشكل كبير، إلاّ أن الأمير مع ذلك وجه رسائل للبيت الأهلاوي، كانت واضحة، رغم ما غلفها من أدب وسمو أخلاق عرف بها الأمير خالد. أما كرة القدم السعودية، فكانت حاضرة في حوار الأمير الخبير، واستطاع بما يختزنه من خبرة، وفكر رياضي، أن يضع الحلول أمام اتحاد كرة القدم لكثير من العوائق، وأهمها من وجهة نظري فكرة الاستعانة بـ "ببيوت الخبرة" في المجال الاستثماري، عند بيع حقوق نقل الدوري السعودي. ويرى الأمير خالد أن موضوع خصخصة الأندية يمكن أن يبدأ من الأندية الكبيرة، ثم تأخذ في التدرج، وحمل كثيراً على البنوك، وتساءل عن دورها المفقود في المساهمة في رعاية الأندية، أو الدخول في الاستثمار الرياضي، لا سيما أنها تحقق أرباحاً طائلة، وليس عليها ضرائب من الدولة. لقد رسم الأمير خالد بن عبدالله خارطة طريق جديدة، لكرة القدم السعودية، والنادي الأهلي، وهنا تكون قيمة الحوارات المتزنة والواعية عندما ترتبط بظهور إعلامي مفيد، فشكراً للأمير خالد، فقد كان ومازال مواطناً غيوراً، يسير على خطى والده الملك.