قبل ثورة المواقع الإلكترونية للصحف كنا نفرح بقصاصة أو صفحة من إحدى الصحف الكويتية حتى ولو كانت قبل أسبوع أو شهر أو سنة، نقرؤها ونستمتع بجرأتها وننبهر بمساحة الحرية المتاحة للكتاب فيها، اليوم بإمكانك أن تقرأ الصحف الكويتية حتى قبل أن توزع في الكويت نفسها.
كثيرون الذين يتحدثون عن حرية الإعلام وأكثر منهم يطالبون برفع سقف الحرية الصحفية لتكون بمستوى بعض الدول الخليجية وبالتحديد الكويت، إلا أن المطلع على الصحف الكويتية سيطالب بالتشديد على كثير من كتاب الصحف الكويتية، لأنهم استغلوا الحرية الصحفية بالإساءة للصحافة الكويتية التي كان الخليج يفاخر بها العالم العربي.
ولكي لا أكون متجنياً على الصحافة الكويتية أورد لكم بعضا مما يتعدى الحرية إلى التجريح:
كاتب كبير في صحيفة محترمة يقول ألا تباً لمن علمهم هذا الخبل التشريعي، وسحقا لمن جاراهم في هذا الخيال النيابي المريض، والشرهة كل الشرهة على من انتخبهم فأوصل المتردية والنطيحة وقليلي الفهم ... " ويتحدث عن صحيفة عربية ويصفها بالمزبلة والواطية، ويصف المقال المكتوب فيها بالواطي، ولم يخلُ المقال من بعض الألفاظ التي تخجل من ذكرها حتى في الشارع منها (تباً والخزي والعار ورئيس تخرير بدل تحرير ... ) !
وكاتب أكبر من السابق لا يتورع عن إطلاق الألقاب الساخرة والمضحكة على بعض أعضاء البرلمان الذين لا تعجبه آراءهم وأطروحاتهم، ولن تستغرب إن قال عن أحد الأشخاص إنه أعمى البصر والبصيرة، ولن يبخل عليك ببعض الألفاظ التي أعتقد أن رقيب هذه الصحيفة لن يمررها.
هنا .. ارتفعت صحافتنا الورقية بسقفها حتى علا واستوعب ما كنا نحسد صحافة الكويت عليه، إلا أن بعض الصحف الإلكترونية لا تعرف السقف، وتجاوزت الحرية إلى التجريح والكذب بلا مسؤولية، ولا نزال ننتظر أنظمة وزارة الإعلام لتنظيم الصحف الإلكترونية.