عد الشاعر والصحافي المخضرم سعد البواردي الصحافة السعودية المعاصرة صحافة "مواصلة" لمرحلة الأصالة التي عاشها الجيل السابق من مؤسسي الصحافة السعودية، مشيراً إلى أنها ستوصف بأنها مرحلة "أصالة" بعد 50 عاماً، لافتاً إلى أن الفرق بين المرحلتين يتمثل في أنه في المرحلة الأولى كانت الصحافة أشبه بكتاب يعتمد على الإنتاج الأدبي، قبل أن تدخلها عوامل الرياضة والفن والإعلان.

وقال البواردي الذي تحدث إلى "الوطن" بعد تكريمه من اتحاد الصحافة الخليجية كأحد رواد الصحافة في المملكة: في قاموس الفكر هناك أصالة ومواصلة، فالأصالة هي التي عاشها الجيل الذي سبق في عصر لم تكن فيه ثورة معلومات ولا إنترنت، مبينا أن المفكر في ذلك الوقت يعتمد على القلم والريشة وعلى إصدار المجلة التي كانت أشبه بكتاب يقرأ من أوله إلى آخره.

وأضاف في حديثه عن مرحلة الجيل الأول من الصحافة أن الصحافة كانت تمثل فكرأً وقصة ومقالة، وكان الوقت يسمح للمتلقي والقارئ بقراءة التفاصيل، لأن وقته لم يكن مشغولاً بمؤثرات عصرنا الحالي، وحول الفرق بين مرحلة نشأة الصحافة والمرحلة المعاصرة بين أن صحافة اليوم أخذت دائرة متسعة في معطياتها، واهتمت بمتغيرات العصر، ونشاطاته، حتى أصبح لكل فرع صفحاته وملحقاته.

ولفت إلى أن مرحلة "الأصالة" كانت تهتم بالموضوعية أكثر، في الوقت الذي أصبحت فيه صحافة اليوم تهتم بكل نشـاطات العـالم، فضلاً عن أن ثقافة الأمس كانت في إمكاناتها المادية والطباعية متواضعة جـداً، في حين توجد اليوم مؤسسات صحفية تملك إمكانيات عالية، من الناحية المادية، والبشرية، ولديها نافذة واسعة جداً مفتوحة على العالم، وكم كبير من الأخبار التي تغطيها.

البواردي لم ينف ارتباط الصحافة المعاصرة بالمراحل الأولى، مؤكداً أنها امتداد لما أسسه الأوائل، وقال: أعتقد أن ما أسميه اليوم صحافة معاصرة سيكون بعد 50 عاماً من صحافة الأصالة، ويأتي بعدها جيل يجدد الصحافة بأدوات أفضل مما هي عليه الآن.