كشف تقرير سري لحلف شمال الأطلسي "الناتو" أمس أن أجهزة الأمن الباكستانية لا تزال تقدم مساعدات لحركة طالبان في أفغانستان، الأمر الذي نفته إسلام أباد باعتبارها "مسألة تافهة"، بينما بحثت وزيرة الخارجية الباكستانية مع المسؤولين في حكومة قرضاي الوضع الأمني الإقليمي وعملية المصالحة وسط تجديد تعهدات شراكة التعاون الثنائي بين البلدين لمكافحة الإرهاب عبر الحدود.
وألمح التقرير الذي تناقلته وسائل الإعلام المختلفة أمس ضمن استجواب الآلاف من المشتبه بانتمائهم لحركة طالبان وتنظيم القاعدة الذين تمَّ إلقاء القبض عليهم، إلى أن طالبان لا تزال قادرة على التحدي وأنها تحظى بشعبية كبيرة في أفغانستان.
واستند التقرير إلى الاعترافات التي جاءت خلال نحو 27 ألف جلسة استجواب لما يقرب من 4 آلاف معتقل يشتبه في انتمائهم لطالبان ومقاتلين أجانب، موضحاً أن تعاون بعض عناصر الشرطة الأفغانية والمسلحين المتشددين لا يزال موجوداً.
وقال القائد الميداني في القوات الأطلسية الليفتنانت بريان بادورا في إطار محاولته التقليل من أهمية هذه الوثيقة إن"الوثيقة ربما تقدم مستوى ما من العينة التمثيلية لآراء طالبان و تصوراتهم، لكن من الواضح أن آراءهم لا يتعين استخدامها كتفسير لتقدم حملتهم"، مؤكداً أن الجيش الباكستاني يدعم عناصر طالبان في أفغانستان.
وأضاف بادورا أن الوثيقة السرية التي نحن بصددها هي مجموعة من آراء معتقلي طالبان استنادا إلى تعليقاتهم وتصوراتهم أثناء وجودهم في الحجز، قائلاً "من المهم فهم هذا السياق ومن المهم للغاية عدم استخلاص استنتاجات استنادا إلى تصريحات طالبان أو تصوراتهم" .
وأوضح التقرير أن العام الماضي شهد إقبالا غير مسبوق من الأفغان ومن بينهم مسؤولون في الحكومة على الانضمام إلى جانب طالبان حيث يفضل البعض في أفغانستان حكم الحركة على الحكومة التي يشوبها الفساد.
ميدانياً، أعلنت قوات حلف شمال الأطلسي أمس، في بيان أن أحد جنودها قتل على يد شخص يرتدي زي الجيش الأفغاني في جنوب البلاد مساء أول من أمس. وفيما لم يكشف البيان الأطلسي عن جنسية الجندي القتيل، أعلن الجيش الأفغاني أن أحد أفراد الجيش الوطني فتح النار بالخطأ صوب القوات الأميركية في ولاية هلمند ما أسفر عن مقتل جندي أميركي.
في هذه الأثناء، وصلت وزيرة خارجية باكستان حنا رباني كهر أمس إلى كابول لبحث الوضع الأمني الإقليمي وعملية المصالحة مع الرئيس الأفغاني والمسؤولين في حكومته وسط شراكة التعاون الثنائي بين البلدين في مكافحة الإرهاب.
في باكستان أعلن عسكريون باكستانيون ان ما لا يقل عن 20 عنصرا من حركة طالبان باكستان قتلوا أمس، في قصف الجيش للمناطق القبلية بشمال غرب باكستان معقل هؤلاء والملجأ الرئيسي لتنظيم القاعدة في العالم. كما قتل 11 جنديا وأصيب 12 بجروح في هجوم شـنه مسلحون ليل الثلاثاء- الأربعاء- في إقليم بلوشسـتان في جنوب غرب باكستان كما أعلن مسؤولون عسكريون.