في يوم الجمعة 12 محرم 1430هـ الموافق 9 يناير 2009 نشرت صحيفة الوطن ما يلي: (أكد وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله بن صالح العبيد أنه سيتم إغلاق ملف تحسين مستويات المعلمين خلال 12 يوما، مرجعا السبب في ذلك إلى تفعيل توجيه خادم الحرمين الشريفين القاضي بتشكيل لجنة من عدة وزارات لإنهاء مشكلة تحسين المستويات، إضافة إلى الاعتمادات المالية الجيدة التي حظيت بها الوزارة في موازنة العام الحالي، وطلب الوزير من 204 آلاف معلم ومعلمة يعملون على مستويات متدنية لا تتفق ومؤهلاتهم التي يحملونها انتظار قرارات اللجنة الوزارية المشكلة لدراسة تحسين أوضاعهم خلال 12 يوما فقط. ووجه العبيد لهؤلاء المعلمين والمعلمات رسالة مفادها "انتظرتم التحسين منذ 12 عاما، فعليكم الانتظار 12 يوما مقبلة فقط") هذا ما قاله الوزير السابق الذي غادر الوزارة بينما ملف القضية توغل في الوزارة ومازال يحتفي بالمزيد من الأوراق والقرارات والمواعيد والمرافعات والشكاوى والوعود، فهل القضية شائكة إلى هذا الحد؟ لا ليست شائكة ولا يحزنون لكنها باختصار شديد ووضوح أشد مكلفة جدا، يعني تتطلب مليارات الريالات لحلها مع آلاف الوظائف التي يجب استحداثها على مستويات المعلمين والمعلمات لتسكين المتضررين والمتضررات على المستويات التي يستحقونها نظاما. وعند كلمة (نظاما) هذه يجب أن يتوقف المعنيون بتطبيق الحل الواضح وضوح الشمس، فهذه كما يقال – سيرة وانفتحت – ولن تغلق حتى ينال أصحاب الحق حقهم الذي كفله لهم النظام، والنظام هنا واضح وصريح في كادر المعلمين والمعلمات الذي يستطيع أي موظف في ديوان الخدمة المدنية أن يضع كل معلم ومعلمة من المئتين وأربعة آلاف في المستوى والدرجة اللذين يستحقهما عند تعيينه ثم يحسب الفروقات المالية التي ضاعت على مدار سنوات الخطأ خلال دقائق. أقول موظفا واحدا وليس لجنة ولا مجموعة لجان وخلال أيام قد لا تصل إلى الاثني عشر يوما التي حددها الوزير السابق قبل أكثر من خمسة عشر شهرا.

الحل معروف وواضح وسهل، فكيف ولماذا طالت هذه القضية كل هذا الوقت؟ لا أدري، لكن سواء كان السبب يكمن في التكلفة المالية الباهظة التي يتطلبها تعويض المتضررين أو في عدم وجود وظائف على المستويات المطلوبة، فإن التكلفة المادية والمعنوية تزيد كلما بقيت القضية على طاولة التسويف والانتظار وأنصاف الحلول، فأما التكلفة المادية فواضح كيف تزيد وأما المعنوية فيستطيع خبراء التربية وعلم النفس في وزارة التربية حسابها وانعكاساتها على ميدان العمل الذي نقول صباحا ومساء إن محوره الرئيس هو المعلم والمعلمة، هذا المحور الرئيس هو هؤلاء الذين يشعرون بالظلم منذ أكثر من ثلاث عشرة سنة.