وانتهى مونديال جنوب أفريقيا بكرة القدم 2010 على خير والحمد لله بعد أن خفقت القلوب له إما متابعة أو خوفاً من حدوث شيء لا تحمد عقباه... خوف له مبرراته، ولكن جنوب أفريقيا في النهاية نجحت إلى حد بعيد، ويبقى الأمل في احتضان قطر مونديال 2022 قائماً، لأنها ليست أقل قدرة على استضافة حدث كبير كهذا.

ولكن ماذا يمكن أن نستخلص من مونديال أفريقيا 2010؟

كثيرة هي الدروس، وكثيرة هي العبر، وكثيرة هي الملاحظات، وربما لو أردنا أن نكتبها كلها لما اتسعت هذه الزاوية لها، لذلك نختار منها بعض النقاط.

- تعود المقولة الشهيرة لتطفو على السطح والتي تقول: لا كبير في عالم كرة القدم، وهذا القول عززه المونديال، فسقط الكبار، وتألقت بعض المنتخبات الصغيرة ووصلت إسبانيا وهولندا إلى المباراة النهائية مع أنهما ليستا أفضل حالاً من غيرهما، والدليل على ذلك ضعف المباراة النهائية التي برأينا لم تكن تليق بنهائي كأس العالم. كذلك الأمر بالنسبة للنجوم والمدربين.

- غريب هذا الذي اسمه جوزيف بلاتر حين أشاد بالتحكيم في الوقت الذي انهالت على التحكيم الانتقادات من كل حدب وصوب، وكان برأي معظم المتابعين الحلقة الأضعف في المونديال، حتى المباراة الأخيرة لم تسلم من التحكيم السيئ، ومع ذلك فإن جوزيف بلاتر أعجبه التحكيم ومدحه بإفراط ظناً منه أنه يبعد الأنظار عن مجمل أخطائه التي ارتكبها من خلال وجهات نظر أحادية الجانب لم يراع فيها آراء الآخرين، وكما قلنا سابقاً: يبقى للسياسة دورها في كل شيء والانتخابات المقبلة للفيفا لها تأثيرها البالغ على حركة المستر بلاتر.

- كثيرون عابوا علينا كيف نربط السياسة بالرياضة، وما زلنا نعتبر أنه مهما حاولنا فلن تبتعد السياسة عن الرياضة على الإطلاق... فهل رأيتم كيف كانت تؤجل اجتماعات قمم سياسية من أجل مشاهدة مباراة؟ وهل تابعتم كيف انعكست علاقات بعض الدول على لاعبيها في أرض الملعب؟... كثيرون تحدثوا عن حبهم لهذا المنتخب أو ذاك أو كرههم له بناء على علاقات تاريخية ربما امتدت لمئات السنين بين بعض الدول.... وكرة القدم لم تعد لعبة فحسب والفيفا لم يعد اتحادا دوليا لها بل إنه إمبراطورية سياسية واقتصادية (بحق وحقيق) قد يفوق تأثيره على الدول تأثير الأمم المتحدة ، لذلك باتت حتى الدول الصغيرة تبحث عن مطرح لها فيه كجزء لا يتجزأ من وجودها على الساحة الدولية لأسباب رياضية وغير رياضية وبات عدد الذين يتابعون كرة القدم حباً باللعبة فقط يتناقص مع الوقت لأسباب أكبر من أن تحصى، لأن كرة القدم في عرف الفيفا أصبحت مجرد (بازار) مفتوح...