دائماً ما يتساءل عشاق كرة القدم ما بعد المونديال، حول من هو نجم البطولة من اللاعبين، لكن المونديال الجنوب إفريقي "مونديال العجائب" فتح الباب أمام آخرين من غير اللاعبين ليكونوا في مقدمة النجومية، بعد أن أوجد شخصيات بارزة جديدة، إحداها تدعى الفوفوزيلا.. تلك الآلة التشجيعية "قوية الصوت والشخصية"، فبعد أن بدت مملة مزعجة غير محبوبة، فرضت نفسها لتكون في مقدمة مواضيع النقاش وباتت عنصراً مهماً وأساسياً، بل محبوباً أيضا بدليل انتشارها في بلدان أخرى غير جنوب إفريقيا.
الشخصية الثانية التي تضاهي الفوفوزيلا من حيث الشعبية، الأخطبوط "بول" الذي بات جهة يقصدها العالم "المتأخر" للتنبؤ بنتائج المباريات، بل أمسى مصدر رزق وثراء لكثيرين ظلوا يراهنون على نتائج المباريات وفقاً لتكهناته.. تخيلو أن "بول" هذا مٌنح نسخة طبق الأصل من كأس العالم مكافأة له على نجاحه في ثمانية توقعات متتالية لمباريات في كأس العالم، منها فوز ألمانيا في خمس مباريات وخسارتها في اثنتين وفوز إسبانيا باللقب.
وتخيلو أن هذا "البول" (عمره عامان وطوله 50 سنتيمترا)، بات أشهر من لاعبين شاركوا في المونديال يزيد سعرهم عن 130 مليون دولار.
ولكم أن تتخيلوا أيضا، أنه ـ أي بول ـ تلقى عروضاً للإنتقال إلى أحواض في دول أخرى بقيمة مالية كبيرة بعدما بات مرغوباً بشدة عند البعض ومكروهاً لأبعد الدرجات عند الألمان والهولنديين تحديداً، حتى إن الألمان طالبوا بشيه بعد أن تنبأ بخسارتهم أمام إسبانيا في قبل النهائي.
وعلى طريقة النجوم الذين انخفض مستواهم وغابوا عن الساحة، انتهت حياة الأضواء والشهرة العالمية التي كان يعيشها الببغاء "ماني" من خلال توقعه الصحيح لمباريات الدور قبل النهائي، حيث لم يعد مرغوباً فيه بعد أن (عشم) أوروجواي في الوصول للنهائي وهولندا بتحقيق الكأس، لكنه ـ أي الببغاء ـ حقق من الشهرة ما لم يحققه كثير من اللاعبين.
شخصية رابعة خطفت الأضواء المونديالية وفرضت نفسها أيضا بعد أن كانت منبوذة لدي الكل، وهي الكرة "جابولاني".. فرغم أنها تعني الاحتفال بلغة قبائل الزولو الجنوب إفريقية، إلا أنها عنت للاعبين "التعاسة" وعدم طاعتها وانصياعها لأوامرهم.
الحدث الخامس اللافت مونديالياً، هو ما أدلت به زوجة الحكم الإنجليزي هاوارد ويب الذي أدار النهائي بين إسبانيا وهولندا، فبدلاً من تشجيعه قبل إمساكه بالصافرة، خرجت بتساؤل قاتل يحمل معاني كثيرة حينما قالت: كيف سيحافظ زوجي على النظام في أرض الملعب وهو لا يستطيع حتى أن يسيطر على أطفاله الثلاثة؟.
ترى ماذا كان سيكون مصير تلك الزوجة لو كانت لأحد حكامنا أو رياضيينا؟