في الصورة التي بثتها وكالة – الأسوشيتدبرس- وقف الأمير خالد الفيصل وفي يديه درع التكريم كشخصية العام للمنتدى الاقتصادي العربي في بيروت بحضور مجموعة من زعماء دول ولفيف من محركات الاقتصادين العربي والعالمي. وبزعمي، وقد أكون مخطئاً أنها المرة الأولى التي أشاهد فيها الأمير خالد الفيصل يستلم درعاً أو يقبل تكريماً وهنا المفارقة، إذ لا أعلم شخصية عربية على الإطلاق خرجت من يديه مبادرات التكريم إلى الآلاف من قبل، بدءاً من أول طالب متفوق في الدفعة الأولى من ثانوية أبها وانتهاء عند رام بوسكي حامل الفيصل في جائزته ومن بعدها بثلاثة أعوام إلى نوبل. في احتفال تكريم خالد الفيصل قال عنه المستضيف: إن الخيار هذا العام ذهب إلى رجل المبادرات العربية، وفي كلمته في المنتدى أكد أمين الجامعة العربية أنه سيعمل مع خالد الفيصل من أجل ولادة حلم الأخير ومقترحه بقمة عربية ثقافية. يعتقد الأمير خالد الفيصل، وقد تثبت له التجربة لاحقاً صعوبة الحدس، أن اللحمة الفكرية العربية، لا السياسية أو الاقتصادية، موضع إجماع والتقاء عربي مثلما هو متأكد أن – الفكر – هو أول لقاحات الدواء للجدار العربي المتشرذم المتصدع. والرسالة اليوم لعمرو موسى مثلما هي لخالد الفيصل: لماذا لا نجرب قمة عربية يذهب إليها الزعماء العرب مصطحبين معهم أرباب الفكر والثقافة من بلدانهم بدلاً عن الوفود السياسية الرسمية؟ ولماذا لا تكون القمة العربية الثقافية حواراً جريئاً مفتوحاً بين الهيكل السياسي العربي وبين البنية الفكرية والمنظومة الثقافية في البلدان العربية التي ظلت لفترة طويلة، وإلى اليوم، تنظر بالشك والريبة إلى جدوى هذه القمم العربية منذ – لاءات الخرطوم – حتى – شكلية – سرت الأخيرة؟ ومن المؤسف بمكان أن مقترح الفيصل بقمة ثقافية عربية يأتي بعد ثلاثين قمة سياسية وهنا سنأخذ تجربة الآخرين لدعم الفكرة: ابتدأ الاتحاد الأوروبي كفكرة ثقافية خالصة بين الشعوب ومازال (الباب الثقافي) أو (cultural chapter) من مسودة دستور الاتحاد الأوروبي هوالمرجع الأساسي الذي تستند إليه أي فكرة اتحادية أو قانونية في مسيرة هذا الاتحاد. إنه الباب الذي يحفظ لهذه الشعوب الأوروبية المختلفة جوهر المتناقضين: إلغاء الحدود ولكن بما يضمن استقلال ثقافات الشعوب. التفكير في مستقبل شعب أوروبي واحد ولكن بما لا يلغي تباينات العمق في الثقافات واللغات وأصل الهويات وجذريتها كأشجار متباينة ولكن في حديقة أكبر لا تبدو نشازاً ذات تنسيق عبثي.