شددت هيئة كبار العلماء بالمملكة في بيانها الأخير على حرمة وجرمية تمويل الإرهاب. واستعرضت الهيئة فتواها وبياناتها السابقة المؤكدة على هذا المعنى. ورد عاهل البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على حرص الهيئة وتشديدها في البلاغ والتبليغ بما يؤكد أهمية دور العلماء في المملكة في ردع المظاهر العنفية الجرمية. وإبراز مكانتهم في تعزيز الأمن والاستقرار بسد منافذ الميول المتطرفة ودحض محاولات استخراج التفسيرات المتعسفة للنصوص الدينية.

ومما يؤكد أهمية مثل هذه البيانات التي يمكن أن تبرأ بها ذمم العلماء وقادة الرأي، أن التمويل هو العصب الرئيس في انتشار الإرهاب. وهو الذي يذلل العقبات التي تضعها الأجهزة الأمنية أمام المتطرفين ليحققوا به مهامهم الشريرة في التخريب والتفجير والتدمير وقتل النفوس البريئة.

لقد ثبت بالأدلة والتجربة الميدانية الوطنية أن تمويل الإرهاب هو الداء الحقيقي الذي يديم نزف دماء أبناء الأمة واستنزاف مواردها وتشويه دينها. ولقد ثبت بالدليل الشرعي والبيان العقلي والحقائق الملموسة أن التمويل والدعم المادي هو الذي أبقى منظمة القاعدة الإرهابية حيّة ونشاطها مستفحلا. ومع الأسف الشديد أن ثلة – وإن كانت صغيرة - من أبناء هذه البلاد انخرطت في وحل القاعدة بالدعم والتمويل في قراءة شيطانية خاطئة لبلوغ سبل رضا الله.




إنّ من يدعم الإرهاب ويموّله مشمول بوضعه في قائمة أعداء الله والوطن؛ ولن يكون في حِلّ من سؤال الأنفس البريئة التي يزهقها الإرهابيون بدون ذنب. وسينظر إليه على أنه في حرب مع أهله ووطنه ومصالح أمته وأنه يخدم سياسيا أعداء الأمة.