فقمة "البيروقراطية" المترهلة، المستنسخة في كل أروقة "وزارة التربية والتعليم" ـ ولكيلا تنافسها في "التعميم" قل: جميعها بلا استثناء ـ هي الأم الحنون الرؤوم لكل "الفقاقيم" المنتشرة في أغلب داوئرنا ومصالحنا الرسمية وغيرها!
ومنذ ثلاثين عاماً وهي لا تألونا خبالاً، ولا تلهينا عن مشكلة إلا بأخرى أدهى وأمر؛ فلكي تشغلك عن سقوط "شهيدات الواجب" اليومي، اشترطت إثبات الإقامة على كل متقدمة للوظائف التعليمية! ولكي تحقق أعلى نسبة من رغبات النقل الخارجي ألزمت المتقدمين والمتقدمات للوظائف التعليمية بتعهد خطي بعدم طلب النقل لمدة ثلاث سنوات! فإذا استنكرت جرأتها على مخالفة الأنظمة الصادرة من مجلس الوزراء الموقر ـ أعلى سلطة تشريعية في البلد ـ قال لك بعض حرسها المخلصين: من قال هذا؟ لدينا توجيهاتٌ سامية بالتنسيق مع وزارة الخدمة المدنية! ولمَ لا تزودوا الصحف بنسخةٍ مكتوبة منها؟ قالوا: إنها تعاميم "سرية"! و"سرية" هذه مخالفة أوضح لتوجيهات ملك الشفافية ـ مد الله في عمره ـ ولكن من يفهم "أم الفقاقيم"، قطع الله حبلها "السري"، قولوا: آمين؟! ولن يزيدها دعاؤكنكم إلا "إسراراً" واستكباراً، دأبت عليه مذ كان أولها!
وآخر "خبال فقمة البيروقراطية" هذا: الكشف عن حروف "الدال" الزائفة في بعض قياداتها، فما أدراكنكم لو أنه مجرد إلهاءٍ للمهتمين، عن مضحكاتٍ كثيرة من "تعاميمها" العلنية، والسرية، خاصةً بعد إعلان الحرب ضد الفساد بلا هوادة.
أما أشهر وسائل "الخبال" التي تعتمدها "الفقمة البيروقراطية" فهي لعبة/ لغز: "طاسة في بطن طاسة في البحر غطَّاسة"! وذلك بتكثير المناصب "الفاصلة" بين رأس الهرم/ الوزير ونوابه، وبين العملية التربوية التعليمية الحقيقية في المدارس، فصدقوا أو لا تصدقوا: أن عدد "وكلاء الوزارة" فقط بلغ ـ في حقبةٍ قريبة جداً ـ "ستةً وثلاثين" وكيلاً! وكل وكالةٍ لها عدة "أبواب" مغلقة، وكل باب مغلق له "أقفال"، و"مزاليج"، وعيون "سحرية"! تحتاج لـ"ماستر كي"/ واسطة قوية؛ لتحاول ـ مجرد محاولة ـ أن تفهم ما يدور داخلها! فإذا تخيلت عدد الإدارات والأقسام التابعة لكل وكالة، ربما فهمت أن حل لغز "طاسة في بطن طاسة" هو: القمر حين يسطع وسط البحر..نصف الشهر.. والليل من فرحه عريس....!!!