لا أدري على وجه الدقة ما الذي أقسم عليه رئيس حكومة جنوب السودان الجديد سيلفا كير ميارديت, وكذلك ما الذي أقسم به. وإذا كانت العادة قد جرت على أن يقسم الرؤساء على وحدة البلاد, وصيانة الاستقلال والحفاظ على النظام الجمهوري والدفاع عن سلامة الأراضي - أراضي البلاد. فهل هذا ينطبق على الحال في جنوب السودان؟ وحتى لا نتهم بالمبالغة في الخوف على الوحدة والاستقلال والأرض في السودان, فلنسأل عن القسم الجمهوري في العراق في ضوء مخاوف بل تصريحات مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان عن الواقع المرير.
تقول صيغة القسم في معظم جمهوريات العرب والعالم: أقسم بالله العظيم أن أحافظ على النظام الجمهوري وحماية الدستور وأن أبذل كل جهدي للحفاظ على سيادة واستقلال البلاد والدفاع عن سلامة أراضيها. والحق أن القسم بالله يلزمه تنفيذ تلك المبادئ بأمانة وإخلاص, فهل سيظل هاجس الوحدة والاستقلال في حده الأدنى يعتمل في عقول قادة جدد من نوعية سيلفا كير وبارزاني وغيرهما من شخصيات فرضت نفسها أو فرضتها الأحداث في جمهوريات عربية متعددة؟
على أن ذلك لا يعني بحال التشكيك في ولاء هذه الشخصيات لأوطانها وشعوبها, ولكن أي أوطان وأي شعوب؟ هل هو الوطن الأم والشعب الكبير؟ أم هو الوطن الحديث والشعب المحدود ولا أقول الطائفة؟
لقد بات تفريخ دول عربية جديدة هدفا لدى كثير من القوى العالمية لأهداف لم تعد خافية, كنا في السابق نعتبرها فصولا متكاملة من نظرية المؤامرة, لكنها الآن وللأسف الشديد باتت بفعل قوى داخلية أكثر قناعة ووجاهة لدى الشعوب المظلومة ولا نقول المستعبدة.
لقد كان مجرد الحديث عن انفصال الجنوب في السودان وفي العراق وفي دول أخرى كثيرة جريمة متكاملة الأركان, أما الآن فهي قضايا مطروحة ليس للنقاش فقط وإنما للتطبيق أيضا.