يزع الله بالسلطان.. ما لا يزع بالقرآن.. والأمر الملكي بإحالة من له علاقة بكارثة جده للمساءلة والمحاكمة وتقرير الجزاء جاء بلسماً للقلوب ومضمداً للجراح.. وهكذا عودنا (عبدالله بن عبدالعزيز) الفارس الشجاع والقائد الحكيم تطبيق العدالة ووضع الأمور في نصابها.. ولعل هذه الخطوة المباركة تضع حداً للفساد والمفسدين ليس في (جدة) فقط بل على مستوى الوطن وتفتح آفاقاً جديدة لمستقبل أفضل.. وإلى مزيد من خطوات الإصلاح الإداري والمالي تحفظ للمواطن حقوقه.. وتكفل تنفيذ المشروعات بدقة وأمانة كما خُطط لها وتوفر للخزينة العامة ما كان يتسرب للعمولات والبيع بالباطن.. وعلى المواطن أن يرتفع إلى المسؤولية ويكون عيناً يقظة وعوناً لولي الأمر للوصول إلى الأهداف النبيلة التي تضع بلادنا بمكانتها اللائقة بها قبلة للمسلمين وبيتاً للعروبة ونبراساً للإنسانية.
• سبق (علي إبراهيم مغاوي) من هو أكثر إمكانات مادية من ذوي العلاقة بإصدار كتاب (رُجال .. ذاكرة قرية عربية) بثلاث طبعات فاخرة مصورة بالألوان وباللغات العربية والإنجليزية والفرنسية 167 صفحة... 1431هـ.. هذا الكتاب خير دليل للسائح الزائر لبلدة (رُجال) التاريخية.. يتعرف من خلاله على الإنسان والمكان صيغ بأسلوب أدبي راقٍ ومعرفة ابن البيئة الخبير.. والمؤلف من رواد العاملين بالتنشيط السياحي (منطقة عسير) وكان دوره الفاعل سبباً في نجاح وصول مجموعات سياحية عربية وأجنبية إلى المنطقة ووقوفهم على معالمها العمرانية والتراثية والثقافية وفنونها الشعبية.. وأرى أن من واجب الهيئة العليا للسياحة أن تستفيد من مواهبه وأمثاله وهي تؤسس لسياحة وطنية نقية..
استمتعت كثيراً بتصفح الكتاب وكأنني أتعرف على (رُجال) الأثرية لأول مرة رغم ترددي عليها كثيراً لأن الكاتب لم يترك شاردة ولا واردة إلا وسجّلها بدقةٍ وأمانة.
وزاد سروري أن وجدت معه إضمامة أنيقة بعنوان (حكايات شعبية) شملت 52 سردية طريفة تُعطي صورة جميلة عن صفات ومُثل المجتمع العربي الأصيل قبل أن تغزوه سلبيات المدنية المعاصرة.. وتجربة الكاتب بالتأليف ثرية حيث أصدر قبل هذا عدة مؤلفات من أبرزها (القبيلة العربية البُنى والتحولات) مشتركاً مع زميليه (إبراهيم شحبي وإبراهيم طالع) وهذا البحث فائز بجائزة أبها للثقافة 1428هـ وجدير بأن يرى النور مطبوعاً لتعم الفائدة ولا يظل حبيس الأدراج.