يمكن أن تفهم أهداف حملة "مرتاح البال" التي دشنتها البنوك السعودية منذ أسبوع؛ لتوعية الموااااطٍ ـ بالتنوين المنون ـ ببعض حركات النصب والاحتيال، وغسيل الأموال، كما تفهم البرنامج الذي تدعمه شركات صناعة الحليب للتوعية بفوائد الرضاعة الطبيعية، بنوعيها: النظامي، و "محو الأمية"! فشركات "الحليب الصناعي" تريد من دعمها ذلك البرنامج أن تؤكد مصداقيتها، وبعد نظرها في تحقيق "الأمن الرضاعي" لملايين الصغار المهددين بمزاحمة ملايين السائقين الكبار! فهي تقوم بدعاية غير مباشرة لمنتجاتها، كما تفعل شركات التبغ بدعمها أبحاث، ومراكز "سرطان الرئة"، التي ستؤكد في النهاية: أن "السيجارة" ليست إلا تحصيناً من تلوث مداخن "جدة"، و"الرياض"، و"رأس تنورة"، كما هو المصل المضاد لأنفلونزا الخنازير!

أي: إن البنوك أرادت أن تستثمر خبرتها في ممارسة الإيقاع "بالمواطٍ" بوسائلها المبتكرة من "مص الدم"، إلى "سحن العظم"، مروراً بـ"هرس اللحم"، فتجعل منها "تطعيماتٍ" و"أمصالاً" بل و"مقوياتٍ" في مكافحة هذه "الفيروسات" التي قد تضر بصلاحيته "للذبح"! لتؤكد أنها "تحسن الذبحة"، كما شهدنا لها ـ والظلم خيبة ـ في مقالة بهذا العنوان!

ويمكن أن تتفهم أن "مرتاح البال" إنما جاءت لإحساس البنوك بالذنب لما تسببت فيه ـ دون أن تقصد طبعاً ـ من أزمات جسدية ونفسية جعلت كثيراً من المواطنين ـ والله العظيم بالتنوين المنون ولكن لست أدري كيف أكتبها! ـ لا يجد أمامه غير نفسه؛ يفضفض لها وهو يمشي! بل وإحساسها بما فرطت في جنب الله تعالى؛ حيث كرست فينا ثقافة "المتاجرة بالدين" بحيلتها الشهيرة المسماة/ "المصرفية الإسلامية"؛ التي قال عنها الدكتور/ "حمزة السالم" ما غيره: إنها حيلةٌ أشد وضوحاً من حيلة "الذين اعتدوا في السبت"! وهم جماعة من اليهود الجشعين "اسم الله على بنوكنا"، حرَّم الله عليهم صيد السمك يوم السبت! فجعل السمك من السبت إجازة رسمية للخروج من "قرف البحر"، والتشمس، وشم الهواء! ما كاد يقتل اليهود غيظاً، فصاروا ينصبون للسمك فخاخاً عبارة عن "مطاعم"، و"شاليهات" تغريه بالسهر حتى طلوع شمس الأحد؛ حيث يهجم عليه "جمس بوند" المتربص به في "كمين مكين" من مغرب الجمعة!

كان يمكن أن تتفهم هذه الحملة بكل ما فيها من حسٍّ وطني عالٍ "غالٍ"، وتأخذك الحماسة لدعمها والإشادة بها، لولا أن بعض "الموسوسين"؛ كالصديق التحيف ابن التحيف/ "علي الألمعي"ـ وهو "مواااطٍ/نٌ" أدمن الفضفضة لنفسه أثناء المشي وله سوابق في "التعداد السكاني" ـ يؤكد أن البنوك إنما قامت بذلك لأن "الذبائح" الوطنية من "أمثاله"، أخذت في التفلُّت والهروب من "شبكها" المترامي الأطراف! و.."لا يلامُ الذئبُ في عدوانه".. كما يقول الزميل/ "عمر أبو ريشة"!