كشف مستشار وزير الاتصالات وتقنية المعلومات عبدالرحمن العريني في تصريح إلى "الوطن"، عن قرب الانتهاء من إعداد الخطة الخمسية الثانية للخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات، حيث قال: "الخطة الخمسية الثانية في مراحل الإعداد ونتوقع الانتهاء منها خلال مدة لا تزيد عن ستة أشهر، ومن ثم ترفع للمقام السامي للموافقة عليها، وبدء العمل بها مباشرة".

وأوضح العريني على هامش مؤتمر تطوير البنية التحتية وإستراتيجيات النمو وفرص الاستثمار في قطاع الاتصالات السعودي "تلسا"، الذي عقد أمس في الرياض، أن الخطة تتضمن العديد من الأهداف وبرامج العمل، حيث تحتوي على نحو 100 مشروع، يتقاسم العمل عليها كل من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات وبعض القطاعات الحكومية الأخرى. وأشار إلى أن مشاريع الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات تخضع لجهاز رقابي يقيس مؤشرات الأداء ومتابعة العمل عليها، إذ إن هناك تقريرا سنويا يرصد أداء وعمل مشاريع الخطة، ويتم رفعه للمقام السامي، ومناقشته في مجلس الشورى. وأكد على أن قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات يسير وفق سياسة الدولة ووفق الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات، ويدار بأسلوب يتسم بالشفافية وحيادية التقنية، ويعنى بمشاركة الجميع في توجهاته وخططه وقراراته، مبيناً أن بيئة الاتصالات في السعودية تعد بيئة خصبة وتتنافس عليها شركات كثيرة في الداخل والخارج، في حين بلغت الرخص الممنوحة لشركات الاتصالات وتقنية المعلومات نحو 400 رخصة.

وكان العريني قد ألقى كلمة وزير الاتصالات وتقنية المعلومات محمد جميل ملا نيابة عنه خلال المؤتمر، حيث شدد الوزير في كلمته على أن قطاع الاتصالات في المملكة لن يكون أسيرا لتقنية محددة أو توجه معين، بل إنه سيسعى إلى الأخذ من التقنية بأنسبها لاحتياجاته في بنية تضمن المنافسة العادلة لمختلف رواد التقنية وصناعها. وجاء في كلمة الوزير أن عدد الاشتراكات في خدمة الاتصالات المتنقلة وصل حتى الربع الثالث من عام 2011، إلى 56.1 مليونا، بنسبة انتشار على مستوى السكان وصلت إلى حوالي 198%، في حين بلغ عدد الخطوط العاملة للهاتف الثابت حوالي 4.52 ملايين خط، وبنسبة انتشار للمساكن بحدود 67%. وأضاف: "شهدت مؤشرات قطاع الاتصالات في المملكة تزايدا ملحوظا، حيث زادت نسبة انتشار الإنترنت بمعدل عال خلال السنوات الماضية حتى وصلت إلى 46%، بعد أن كانت في عام 2004 لا تتجاوز 9%، ويقدر عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة حالياً بحوالي 13 مليون مستخدم، كما ارتفعت نسبة انتشار خدمات النطاق العريض بالنسبة للسكان إلى حوالي 40.5% بعد أن كانت أقل من 1% عام 2004.

وأكد ملا على أن قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات يعد من أكثر القطاعات تأثيراً في عجلة التنمية في الأمم كافة، وأسرعها تجدداً وتغيراً، وهذا الأمر يضع على كاهل القائمين عليه مهمات جسام، تتمثل في مواكبة مستجداته وتطوير خدماته وتحديث منظوماته وتنظيماته، مؤكداً أن المملكة تعد من أوائل الدول التي أسهمت في الاتحاد الدولي للاتصالات منذ الأيام الأولى لتأسيسه، ولها حضور في فعالياته العلمية والعملية. وأشار إلى أن الوزارة قامت أخيراً بإنشاء موقع لإدارة الأفكار التي ترد إليها بخصوص التحضير للمرحلة الثانية للخطة الخمسية للاتصالات وتقنية المعلومات، داعياً الجميع للمشاركة فيه، وتزويد الموقع بما هو مناسب من أفكار ومقترحات تسهم في المضي قدماً في مسيرة الاتصالات وتقنية المعلومات.

وعما أعلنه الوزير حول إنشاء موقع لإدارة الأفكار التي ترد إليها بخصوص التحضير للمرحلة الثانية للخطة الخمسية للاتصالات وتقنية المعلومات، قال العريني ندعو الجميع للدخول إلى الموقع وإثرائنا بآرائهم ومقترحاتهم، مضيفاً: الموقع وضعت فيه جميع المحاور المقترحة وهناك مجال لاقتراح محاور أخرى". وأوضح أن المشاركات التي ترد إلى الموقع ستجمع ليتولاها عدد من المتخصصين والاستشاريين لترجمتها إلى أهداف وبرامج عمل.

إلى ذلك شهد مؤتمر "تلسا"، خلال جلساته نقاشاً حول توفير قاعدة ملائمة لتوحيد شبكات الاتصالات والجهات التنظيمية ومزوِّدي الخدمات وموفِّري خدمات البيع بالجملة والوكالات الحكومية والمورِّدين والشركات وغير ذلك من الجهات المعنية محلياً وإقليمياً ودولياً، بما يتيح التلاقي والتواصل بينها وتبادل الخبرات بشأن السوق السعودي المتميز والبالغ الأهمية.