"عائشة الحربي" موظفة بالقطاع الصحي تقدم لها قريب بطلب للزواج مشترطاً أن تترك وظيفتها، لأنه لا يريد أن تعمل زوجته، رغم أن مرتبها يتجاوز 7 آلاف ريال، وقالت إنها قبلت شرطه، ولكن مقابل ذلك اشترطت عليه في المقابل أن يقدم لها مبلغا شهريا يعادل مرتبها، الأمر الذي رفضه، مشيرة إلى أنها قبلت الارتباط برجل متزوج تقدم لها دون أن يلزمها بشروط معينة.

"التخلي عن الوظيفة"، و"عباءة الكتف" كانت أبرز الاشتراطات التي وضعها شباب متقدمون للزواج، بعض الفتيات قابلنها بالرفض، وتفضيل حياة العزوبية على الزواج المشروط، لينتظرن قدوم الزوج المناسب لهن، فيما قابلت أخريات شروط المتقدمين بالتنازل والموافقة مقابل الفوز بالعريس .

أما "سناء" وهي خريجة جامعية فقالت "تقدم لي شاب، وبعد أن تمت النظرة الشرعية اشترط عليّ عدم ارتداء عباءة الكتف وارتداء عباءة الرأس، وترك وظيفتي التي أتعامل فيها بشكل مباشر مع الرجال، على أن يكون ذلك قبل العقد، فوافقت دون تردد"، مشيرة إلى أن تجاوزها لسن الثلاثين والخوف من التأخر بالزواج دفعاها للتضحية بالوظيفة من أجل بناء مستقبل، وتكوين أسرة.

فيما تؤيد "أم هشام" وضع الشاب لشروطه أمام الفتاة قبل العقد عليها، ليتمكن الاثنان من تحديد موقفهما إما بالقبول أو الرفض، وتلافياً لحدوث خلافات ومشاكل مستقبلية بينهما تؤدي إلى الانفصال، الذي يدفع ثمنه في المقام الأول الأطفال.

ونصحت أم هشام الفتاة بأن توازن أمور حياتها وتقدم تنازلات عن بعض الأمور الوقتية أمام أمور أخرى أهم تحدد مصير حياة بأكملها قبل فوات الأوان، مشيرة إلى أن لديها استعدادا لترك وظيفتها الحكومية في حال اكتشفت أنها تؤثر سلبا على حياتها الأسرية.

وقال محمد العوفي إنه لا يشترط على شريكة حياته سوى الاحتشام باللباس، مشيراً إلى أنه لا ينبغي للشاب أن يفرض رأيه على الفتاة المتقدم لها، بل يجب عليه – حسب قوله- تغيير السلوك الذي يرغب منها تغييره بالإقناع، وليس بالإلزام.

وعن الوظيفة قال "المهم ألاّ يكون العمل فيه اختلاط مع الرجال ولا يؤثر على حياتها الزوجية، وإن كان لدي تحفظ على وظيفتها من المفترض ألاّ أتقدم لها من الأساس، وأحرمها من عملها، وأن اختار فتاة تعمل بوظيفة تناسب رغباتي أو تكون غير موظفة" .

ويرفض عادل سعد اشتراطات المتقدمين للزواج قائلاً "إن وجدت تلك الشروط والتعقيدات قبل العقد لن يكون هناك اتفاق بعد الزواج، وربما يعطي الفتاة انطباعاً بأن الشاب يرغب في التسلط عليها وفرض رأيه منذ وقت مبكر، ويدفعها ذلك لتتخوف من المستقبل، فترفض الارتباط به من بداية الأمر ".

وأضاف أن الرجل يستطيع بالكلمة الطيبة والأسلوب الحسن تغيير حياة الفتاة بأكملها بعد زواجهما، وذلك بالحوار والإقناع، لأن الفتاة بعد الزواج يكون لديها الاستعداد للتخلي عن أمور ثانوية مقابل الحفاظ على استقرار حياتها الزوجية، وإسعاد زوجها، وذلك يتم بالحرص على تحقيق رغباته.

من جانبه ذكر مدير الخدمة الاجتماعية بصحة منطقة المدينة المنورة الاختصاصي الاجتماعي محمد الشاماني أن "بعض الشروط التي يضعها الشباب أمام الفتيات قبل الزواج قد تكون أحيانا تعجيزية، وأحيانا تكون من المنظور الاجتماعي مؤشرا على عدم وعي الأفراد بالتحولات والتغيرات الاجتماعية المتلاحقة التي تحدث في عصر العولمة.

وأضاف أن الزواج عملية جوهرية تقوم على التفاهم، والتآزر، والتكامل في الأدوار بما يتناسب مع ظروف الحياة العصرية، وليس من الحكمة الوقوف على الشكليات، أو ما تمليه بعض العادات والتقاليد.

واستشهد على ذلك بعمل المرأة الذي كان مرفوضا فيما مضى، ولكنه بات من متطلبات العصر وضروريات الحياة، مؤكدا أن هناك دراسات حديثة تؤكد على أن نسبة كبيرة من المجتمع السعودي لا تعارض عمل المرأة إذا توفرت البيئة المناسبة لخصوصيتها .