التحديات التي تواجه المبتعثين السعوديين عديدة، منها تعلم اللغة الإنجليزية والتعايش مع ثقافة ونمط معيشة مختلفين تماما عما ألفوه في وطنهم. الطالب أحمد القحطاني ( 24 سنة) اختار أن يتعلم اللغة الإنجليزية في معهد ELS ، ويسكن مع أسرة أميركية حتى يتسنى له ممارسة اللغة بشكل متواصل طوال اليوم.
وتقول آتوم راييل (صاحبة المنزل المستضيف) إن "الهدف من استضافتنا للطلاب الأجانب هو رغبتنا في مساعدة أشخاص يريدون الحصول على تجربة ثقافية مختلفة، لذا فنحن لا نريد شخصا يبحث فقط عن غرفة للإيجار". وترى أن تجربة استضافة الطلاب الأجانب تتطلب من الطالب والعائلة المستضيفة التكيف مع الاختلافات الثقافية، وتقول في هذا الصدد "عندما جاء الطالب السعودي أحمد القحطاني للسكن عند عائلتنا مؤخرا كان مترددا في أن يركب السيارة معي لإيصاله".
وفي تجربة مماثلة لأحد الطلاب السعوديين سألت دونا فياريال الطالب السعودي جسار العتيبي (19 عاما) الذي تستضيفه عائلتها: لماذا لم يشرب كوب الشاي الذي أعدته له، حيث لم تعرف السبب. تقول دونا "أخيرا عرفت لماذا لا يشرب الشاي، وذلك لأني سخنت الماء في جهاز الميكرويف، وجسار لا يعتقد أن الماء يغلي بهذه الطريقة، ويصبح نقيا بشكل تام". أما الطالب السعودي محمد الرشودي (20 سنة) فقد استضافته عائلة "هاماك"، وتقول آنا هاماك "استضفنا طلابا من خمس دول مختلفة، وكانت تجربة غنية لتبادل الثقافات والعادات"، وتضيف إن "الطلاب عادة ما يحضرون طبخة طعام تقليدية من بلدهم، وجميعها كانت لذيذة، ولكن أفضل ما تذوقت كان طبخة "الكبسة"، وهي عبارة عن أرز ولحم وبهارات". وتضيف أن "الطلاب مثل الرشودي وغيره من الطلاب عليهم أن يتأقلموا مع الطقس البارد في ولاية أهايو". وتشير صحيفة "كولومبس ديسباتش" إلى أن 70% من الطلاب في معهد ELS من السعوديين، ويرجع ذلك أساسا لحكومة المملكة العربية السعودية التي تسعى إلى تشجيع الطلاب على تعلم اللغة الإنجليزية، وتدعمهم في دراستهم في الخارج. وتشتهر مدينة كولمبس-أوهايو بالعائلات الأميركية التي تستضيف الطلاب الأجانب من جميع أنحاء العالم، والذين يلتحقون بمعهد ELS في البرنامج المكثف لدراسة اللغة الإنجليزية في جامعة دومينيكان شمال شرق أوهايو. وقد تأسس هذا البرنامج عام 1961 ، و ELS برنامج وطني يتألف من 63 مركزا موزعة على 33 ولاية ومنطقة في واشنطن العاصمة، وكندا، وأستراليا. وفتح مركز كولومبس أبوابه في شهر أغسطس عام 2010 ، والطلاب في المعهد من خريجي المرحلة الثانوية، ومعظمهم يسعون للحصول على قبول في إحدى الجامعات الأميركية، الأمر الذي يتطلب منهم تحسين لغتهم الإنجليزية. وبالرغم من أن الطلاب في معهد ELS باستطاعتهم السكن في بيوت خاصة بهم، إلا أن العديد منهم يختار السكن مع إحدى العائلات الأميركية التي ينسق معهد ELS معها مسبقا. ويقول مدير مركز "كولومبس" دانيال ستون إن "الإقبال كبير جدا على السكن مع أسر مضيفة تستضيف الطلاب الأجانب من جميع أنحاء العالم لتعلم اللغة الإنجليزية، حيث توفر تلك العائلات المضيفة غرفة خاصة للطالب، ومواصلات من وإلى المدرسة، ووجبة طعام في المساء اختيارية، ليتسنى للطالب الجلوس والحديث مع أفراد العائلة"، مشيرا إلى أن الفائدة كانت كبيرة، حيث يسعى البرنامج جاهدا لتوفير أسر مستضيفة بما فيه الكفاية.
ويضيف ستون إن الطلاب يحصلون على تجربة احتكاك مباشر بالثقافة الأميركية، وهذا يسرع عملية التعلم، لأنهم بهذه الطريقة لا يتحدثون الإنجليزية فقط من الساعة الثامنة والنصف إلى الرابعة في مركز اللغة، بل وأيضا عندما يذهبون إلى المنزل، حيث لا يزالون في بيئة تتحث اللغة الإنجليزية.